هذه هي رسالة الأردن

تم نشره الإثنين 25 كانون الثّاني / يناير 2010 12:59 صباحاً
هذه هي رسالة الأردن
صالح القلاب

ظهر شعار الجيش العربي خلال الأيام العشرة الماضية على معظم شاشات الفضائيات التي تواجدت في هاييتي لتغطية المأساة التي حلت بها والمساعدة الأردنية هي أولى مساعدة عربية ، وربما هي الوحيدة ، التي وصلت إلى هذا البلد المنكوب والأميرة هيا بنت الحسين قامت بمبادرة إنسانية شجاعة عندما ذهبت إلى ذلك البلد البعيد الذي يقع عند آخر أطراف الدنيا لإنقاذ عائلات فلسطينية وسورية وأردنية كان من الممكن لو أنها بقيت هناك أن يكون مصيرها كمصير عشرات الألوف الذين منْ منهم لم تقتله الزلازل قتلته العصابات التي إستغلت إنفلات حبل الأمن لتزرع الرعب والموت بين ركام الأبنية المهدمة والشوارع المخضبة بدماء النساء والأطفال .

وبهذا فإنه فخر للأردنيين وللعرب أن يكون الجيش العربي ، بشعاره فوق هامات جنوده البواسل ، هو الجيش العربي الوحيد الذي يذهب في هذه المهمة الإنسانية المشرفة إلى ذلك البلد البعيد الذي بصعوبة بالغة بالإمكان إكتشاف مكانه على خريطة العالم وأن يكون العلم الأردني بألوانه الزاهية والجميلة التي ترمز إلى مرحلة بدأت ببعثة رسولنا العظيم صلوات الله عليه وإستمرت مع الأمويين والعباسيين والفاطميين في تلك العهود التي شهدت أروع نهوض للأمة العربية العظيمة هو العلم العربي الوحيد الذي إرتفعت ساريته بين سواري دول عديدة في تلك الديار البعيدة.

إن المسألة ليست مجرد مسألة سياسية تفرضها مقتضيات الظروف والأحوال .. إنها مسألة أن هذا البلد ، والذي رغم صغره وقلة إمكاناته المادية ، فإنه يحمل رسالة أمة عظيمة أوصلها إلى حيث تذهب كل أمة برسالتها لتُشْعر الأمم الأخرى بوجودها وبأن لها مكانة في مسيرة التاريخ وهذا هو أهم تعبير عن الولاء الحقيقي للأمة العربية والحرص على أن يكون لها تواجد في أي محفل عالمي تتواجد فيه الأمم الأخرى .

لا أسوأ من أن تنكمش دولة من الدول سواء كانت كبيرة أم صغيرة غنية أو فقيرة على نفسها وأن تستنكف عن المشاركة في المسيرة الإنسانية فعالم اليوم هو غير عالم الأمس البعيد وأي دولة ستكون بلا وزن وبلا هوية إن لم يكن لها دور بارز في أي حدث عالمي أي إن لم يكن لها « في كل عرسٍ قرص « والدول كالأفراد حيث أن أي فرد لا قيمة له إن لم تكن له مهمة في بيته وفي قريته وفي مدينته وفي بلده .. وهذه هي سُنَّة الله في خلقه .

هناك عندنا من لم يعرف هذه الحقائق ولا يدركها ولذلك فإننا نجد أن هناك من لا يعجبه أن يكون هذا البلد حاضر في كل المؤتمرات وأن يشارك في كل لقاء دولي وأن يعرفه معظم أهل الكرة الأرضية وأن يكون في الخنادق المتقدمة لمحاربة الإرهاب وأن يكون جنوده وتكون مساعداته حيث تقع مأساة طبيعية وحيث يهتز الأمن حتى في جزيرة صغيرة غارقة حتى أذنيها في مياه بحر الظلمات .

ولهذا فإن الوجود الأردني في أفغانستان يتمثل في ذلك المستشفى الميداني الذي أقامه الجيش العربي في مزار شريف لتضميد جراح المسلمين في ذلك البلد البعيد وفي ذلك الخندق الذي أُستشهد فيه أحد أبطال المخابرات الأردنية التي تنخرط في معركة مع الإرهابيين الذين زرعوا الموت في عمان قبل نحو أعوام .. إن هذا البلد بلد رسالة وهو وفيٌّ لرسالته ولذلك فإن له كل هذا الوجود في أربع رياح الأرض .


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات