لافتات على الطريق

في عصر القبلية المذهبية الذي دخل فينا «صولد» حسب تعبير القمرجية، اكتشف بكل حزن أن الكثير من الأصدقاء والمعارف قد وقعوا في المطب وتغير خطابهم المذهبي نحو التعصب المذهبي ، وليس الديني فحسب، وبالتالي صاروا من المساهمين في جر المجتمعات الى الخلف، بدون أن تدور أصلا.
تؤخد الحكمة احيانا من افواه مخترعي ومنتجي السيارات.....السيارات تسير بك الى الأمام عادة ، وأنت لا ترجع بسيارتك الى الخلف الا من اجل تعديل وضع ، ثم الإنطلاق...... لاحظوا أن السيارات ، جميع السيارت في العالم تحتوي على زجاج أمامي كبير ، لا بل هو الأكبر في السيارة، بينما المرآة التي تنظر فيها الى الخلف تكون صغيرة ، لا بل أصغر زجاجة في السيارة.
ألم أقل لكم أن الحكمة تؤخد من منتجي السيارات أيضا؟؟؟
تقول الحكمة أنه ينبغي أن تنظر الى الأمام ( الى الحاضر والمستقبل ) نظرة شاملة ودقيقه، ولا مجال للخطأ وإلا ستصدم شيئا ما ، أو يصدمك شيء ما. عينك ينبغي أن تكون على الطريق دوما وعلى جانبيها أيضا ، وإذا حل الظلام عليك أن تشعل الأضواء ، وإذا كان هناك ضباب عليك أن تحول على الإضاءة الخاصة بالضباب ، واذا أمطرت تشغل المسّاحات، وإن اوحلت تشغل الماء والمساحات معا ..وهكذا.
لكنك بحاجة الى النظر في تلك المرآة الصغيرة التى تريك الخلف(الماضي)، خصوصا اذا اردت التجاوز، حتى لا يصدمك احد القادمين من الخلف ،كما انه من الضروري ان تنظر خلفك وتضبط سرعتك وتعرف متى تستخدم البريكات ومتى تدعس على البنزين.
يعني علينا ان نعرف الماضي حتى نستطيع تجاوزه، وعلينا ان نسرع حتى لا يلحقنا الماضي ، وعلينا ان لا ندعس بريك مفاجئ حتى لا يخش فينا الماضي ، ويدمر مسيرتنا.
أمامنا الكثير من المطبات ، من كافة الأنواع والأجحام، وعلى الجانبين الكثير من اللافتات المضللة والقليل من اللافتات الصحيحة، أمامنا الكثير من مفتعلي الحوادث الذين يلقون باجسادهم أمامك لإعاقة المسيرة وتوريطك وابتزازك.
علينا الإنتباه بالحواس الست ، حتى لا نفقد البوصلة، ونفقد الوطن بحادث سير مفجع!!
الدستور 2014-11-13