القدس سترفض المسكنات

متى يدرك أطراف العمل الوطني الفلسطيني –الفرقاء– ان انتقال هذا العمل للأمام لن يحدث إلا بعد التخلص من أعباء أوسلو اولا والانتهاء من قسوة الخلاف الداخلي ثانيا؟ الهدفان لن يتحققا الا بانتفاضة شعبية جماهيرية مجمع عليها تعيد ترتيب الاوراق في الداخل وتعيد انتاج ادوات الصراع بشكل يخدم الفلسطينيين.
وحدها الانتفاضة التي بإمكانها ان تحمي الحرم القدسي من الاعتداء الشرس الذي تمارسه قطعان المستوطنين برعاية رسمية من حكومة نتياهو.
طبعا حدوث انتفاضة في الضفة الغربية أمر صعب والسبب ان السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح تحولان دون ذلك ولقد شاهدنا اثناء حرب غزة الاخيرة أنهما قادران على منع حدوثها وتعطيل كل المحاولات.
الى هنا يمكننا فهم أسباب تأخر الانتفاضة عن الانفجار لكن ما يلاحظه المراقبون ان هذه العوامل (السلطة وفتح) قد تتداعى امام قوة الدفع التي تشكلها قيمة الاقصى والقدس.
جون كيري جاء الاسبوع الماضي مهرولا الى المنطقة من اجل احتواء توترات القدس وتداعياتها وغادر قلقا لكنه الان اكثر خوفا على اعتبار ان الامور في المدينة المقدسة بدأت تسخن وستنذر بتطورات كبيرة.
بالامس أعدم شاب فلسطيني بدم بارد في القدس ما جعل المدينة تشتعل من جديد وقد يتم احتواء الازمة لكنها ستعود والسبب بسيط قوامه ان من يعتدي على المسجد متطرفون لن يردعهم احد.
قضية القدس مصيرية وقد بلغت من النضج السلبي مبلغا لا يمكن احتواؤها او السكوت عليها وهنا نقول دعوكم من المسكنات فالقدس لا تعرفها.

(السبيل 2014-11-18)