هذا هو الرد!

لأن اسرائيل تتحدى العالم كله وترفض القرارات الدولية وتواصل عمليات تتهويد الاراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس فإن الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي قد ارسلت مؤخرا لمندوبي الدول الثماني والعشرين مستندا عبارة عن مسودة اقتراح لفرض عقوبات على اسرائيل رداً على الاجراءات التي تقوم بها في الضفة الغربية والتي تجعل حل الدولتين لشعبين, الشعب الفسطيني والشعب الاسرائيلي امراً غير قابل للتطبيق.
ولأن اسرائيل قد تمادت كثيرا في اعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطيني وتمادت في استفزازاتها المتكررة ايضا لهذا الشعب فإنه امر لا يجوز استغرابه ان تكون هناك عمليات كثيرة مثل هذه العملية الاخيرة التي كان قد حذر منها ومن مثلها بل واكثر دموية من كل ما اعتاده الاسرائيليون على مدى سنوات هذا الصراع الطويل ان لن توقف هذه الحكومة الاسرائيلية كل هذا الذي تقوم به وإن لم تذعن للقرارات الدولية وتطبق قرارات مجلس الامن وقرارات الامم المتحدة المتعلقة بهذا الشأن.
قبل ايام مرت الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تحلى بشجاعة نادرة ومستتغربة ووافق على كل ما تضمنته اتفاقيات اوسلو لكن وبدل ان يغتنم الاسرائيليون هذه الفرصة التاريخية ويضعوا ايديهم بيده وبيد محمود عباس (ابو مازن) من بعده فإنهم اداروا ظهورهم لهذه الاتفاقيات وايضا لكل القرارات الدولية المتعلقة بالصراع الفلسطيني–الاسرائيلي وكأنهم وحدهم ولا يوجد غيرهم في الكرة الارضية وكأنه يحق لهم في هذا الكون ما لا يحق لغيرهم وكأنهم فعلاً شعب الله المختار!! وكأن الشعوب الاخرى شعوب الشيطان!!
إنه من المستحيل عندما تقوم الحكومة الاسرائيلية بكل هذا اللامعقول الذي تقوم به ان يستطيع اي كان سواء اكان (ابو مازن) او غيره ضبط الشعب الفلسطيني ومنعه من الثأر لدماء ابنائه والثأر للاعتداءات اليومية التي تتعرض لها مقدساته ولذلك جاءت هذه العملية الاخيرة ولذلك ستتبعها بكل تأكيد عمليات اشد منها هولا ودموية ما دام ان بنامين ماض في هذا الطريق الصعب وما دام ان حكومته تتصرف بعقلية نازية بشعة وتمارس كل هذا الذي تمارسه.
وهنا فإننا نقول للاميركيين وغير الاميركيين الذين سارعوا الى التنديد بمن قاموا بالعملية الاخيرة والتباكي على ضحاياها من الاسرائيليين إنه عليهم ان يدركا ان تباكيهم يشجع بنيامين نتنياهو وحكومته على التمادي في تحديهم للارادة الدولية وفي استفزازهم للشعب الفلسطيني.. ان المشكلة هي الاحتلال الاسرائيلي وهي الاستهداف اليومي من قبل الجيش الاسرائيلي ومن قبل المستوطنين الاسرائيليين للفلسطينيين ولذلك يجب وبالضرورة ولوضع حد لكل هذا العنف ان تطبق القرارات الدولية التي تعتبر الضفة الغربية كلها وبما فيها القدس اراضا محتلة على هذه الدولة العنصرية التي تعتبر نفسها الوحيدة في الكرة الارضية.
(الرأي 2014-11-19)