لا قواعد لـ «اللعبة» مع الاحتلال!

تم نشره الخميس 20 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 02:48 صباحاً
لا قواعد لـ «اللعبة» مع الاحتلال!
حلمي الأسمر

حين يسلبك الاحتلال الوحشي حياتك كلها، ويستبيح كل شيء، تتغير قواعد الحرب، والمواجهة، ويصبح من الواجب الرد بنفس المنطق!
ليس لمن هدم مساجد غزة على رؤوس أصحابها، وألزم أهل القدس بهدم منازلهم بأيديهم أي حرمة لكنسه التي بنيت أصلا على أرض ارتكب عليها مذابح راح ضحيتها أطفال وشيوخ ونساء!
المتباكون على «استباحة» أوكار مستوطنين قتلة تدعى «كنس» إما أنهم جهلة، أو يتوسلون لإرضاء من لن يرضى عنهم ولو تحولوا إلى شمع ينير ظلماته!
لا يوجد في الحقيقة أي قواعد لـ «اللعبة» أو خطوط حمراء مع احتلال همجي سلب الأرض، وشرد الشعب، وأقام «دولة» على أشلاء بشر تفرقوا في منافي الأرض، قد يخدع إعلام الاحتلال أمة الغرب، وقد يتواطؤوا معه، هذا شأنهم، لكن ما شأن بعض الببغاوات من الصهاينة العرب، الذين يدينون الضحية حين تئن متوجعة، ويرفعون من شأن المعتدي حين يمارس جبروته؟ أنى لنا أن نفهم ذلك «المنطق» الذي يقول، إن استباحة كنيس يهودي، تؤدي إلى استباحة مسجد؟ ألم ير صاحب القول مئات المساجد وهي محض ركام في غزة، كما في قرى فلسطين المنسية، التي هجرها أصحابها هربا من مذابح القتلة؟ هل نسي هؤلاء مسجد ابينا إبراهيم، واستباحته من قبل المستوطنين، وتحويله إلى ساحة للعب؟ هل رأى هؤلاء بعض مساجد يافا وحيفا واللد وقد تحولت إلى بارات أو معارض لبيع التحف، أو متاحف؟ ثم.. قبل هذا وبعده، ما قيمة المسجد أصلا، وانتهاك حرمته أمام استباحة حياة الأطفال والنساء والشيوخ، وتحويل أجسادهم إلى أشلاء، بالقنابل الأمريكية في غزة وغيرها؟
لم يبق الاحتلال الصهيوني الوحشي جريمة إلا وقد ارتكبها في فلسطين، ولم تدخر عقول قتلته من محققين وجنود، ومستوطنين، طريقة من طرق التنكيل والإذلال والتعذيب، والإعدام والقتل بدم بارد، إلا وارتكبوها، والغريب أن كل من لديه ولو اطلاع بسيط على المشهد الفلسطيني يعرف الحقيقة، ومع هذا يطلع علينا من يتشدق بالأسف أو الإدانة على اقتحام كنيس، أو وكر للمستوطنين القتلة، ناسيا كل السجل الأسود المفتوح بعد لجرائم الاحتلال ضد شعب وأرض فلسطين!
أنا على يقين أن عملية إحصاء هذا السجل تستعصي على أعتى المؤرخين، والمدونين، لأن ثمة حربا مفتوحة يشنها الصهاينة على فلسطين، بدأت منذ اكثر من مائة سنة، ولم تنته بعد، وطالت البشر والشجر والحجر، ولكن أولئك «العباقرة» ممن أدانوا عملية القدس البطولية، بلا ذاكرة كما يبدو، أو هم محض ببغاوات أو جهلة، يهرفون بما يعرفون ربما!

(الدستور 2014-11-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات