شتم القرضاوي في المدن المحررة!
يتم شتم الشيخ يوسف القرضاوي علنا في رام الله ومدن الضفة الغربية ، ويتم تعليق يافطات مع صورة الشيخ وثلاثة يهود ، من باب التشهير به ، مع عبارة القرضاوي يلتقي اسرائيليين.
كل هذا لان الشيخ انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وقبل ذلك بشهور تم تكرار قصة الصور واليافطات في رام الله ضد قناة الجزيرة والتشهير بها في مدن الضفة الغربية ورام الله ، وتتعجب من هؤلاء الذين يملكون مالا ووقتا لادارة معارك مع الجزيرة والقرضاوي ، ولايعلقون يافطات ضد نتنياهو في شوارع رام الله ، ولا ضد باراك الذي حرق غزة ، قبل شهور ، ولاضد شلة القتلة في اسرائيل.
الشيخ القرضاوي قد لا اتفق معه في كثير من طروحاته ، غير انه يبقى شيخا جليلا محترما ، وقد انتقدته فيما مضى ، ومازلت انتقده على قضايا عديدة ، غير انه يبقى مبشرا بدينه ، يحاول في هذا الزمن ان يحي النور في قلوب الناس ، عبر الدعوة ، وسواء اتفقت معه او اختلفت ، الا انه يبقى افضل من كثرة ينامون ، ولايمارسون اي دور ، وهو في المحصلة لايستحق حملة اعلامية موجهه ضده مدفوعة الثمن ، عبر تعليق اللوحات واليافطات ، خصوصا ، ان كل قيادات رام الله تلتقي اسرائيليين كل يوم ، فكيف يتهمون الشيخ بفعل يرتكبونه كل يوم.
لا ادافع عن القرضاوي فقد سكت على قضايا كثيرة ، لكنني اسأل هل مع كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تدمير وافناء ومحق عن وجه الارض ، تكون المعركة مع القرضاوي عادلة او ذات اولوية ، ولماذا لم يرفع جماعة رام الله لوحات ويافطات تدافع عن الشيخ رائد صلاح اسد المسجد الاقصى وابرز المدافعين عنه ، لماذا لم يتم رفع لوحات ويافطات واطلاق حملات اعلانية ضد اسرائيل التي تريد هدم المسجد الاقصى ، لماذا يتم انفاق المال اساسا على هكذا قصص والفقراء والمرضى والعاطلون عن العمل في الضفة وغزة اعدادهم لاحصر لها ، وهل اولوية الثورة الفلسطينية هي التعرض للشيخ لانه قال كلاما حادا بحق الرئيس ، ونحن نسمع يوميا اطنان الكلام من الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني والعرب.
حرف المعارك الاساسية عن بوصلتها وتوليد معارك جانبية هدفه حرف بوصلة الشارع الفلسطيني والعربي ايضا ، واختلاق معارك لا قيمة لها هنا او هناك ، وكل ماقاله القرضاوي يتم الرد عليه بتصريح من خمسين كلمة ، ولربما معاتبته في حالات اخرى ، فالثورة الفلسطينية لا تمتلك على ما هو مفترض. ترف الخوض في هذه الامور الصغيرة خصوصا مع شخصية اطلقت حملات وحملات لصالح الشعب الفلسطيني ، فيتم نسيان كل هذا واتهام الشيخ في سمعته وتاريخه ، وبما يفعله ذات الذين يشهرون به ، امام جمهور رام الله تحديدا ، الذي تحول للاسف الشديد الى جمهور باريسي اوقد الشموع تضامنا مع غزة في مذبحتها الاخيرة ، بدلا من مؤازرتها بالدم والرصاص والرجال.
نقدنا لشيخ مثل القرضاوي لا يعني ايضا اننا لا نحسب له كل كلامه الطيب ، في بث الصحوة في هذه الامة ، وايا كانت اخطاء الشيخ ، فهي اخف بكثير من خطايا الذين يشهرون به هذه الايام.
mtair@addustour.com.jo