يهودية الدولة وحق العودة

تم نشره الأربعاء 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 02:30 صباحاً
يهودية الدولة وحق العودة
سميح المعايطة

حق العودة أحد أهم ملفات التسوية النهائية للقضية الفلسطينية ليس حقاً للفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم وبلداتهم وقراهم فحسب بل هو أيضاً حق للدول التي أستقبلت أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب هذا الحق، لأن هذه الدول – ومعها الشعب الفلسطيني – تحملت أعباء ما فعله الإحتلال، لأن من حق هذه الدول بعد هذه الإستضافة لعقود أن تزيل عن كاهلها عبء الإحتلال وأن يعود الفلسطيني إلى وطنه.
يهودية الدولة التي تعمل حكومة الإحتلال على ترسيخها تشريعياً تعني بشكل مباشر أن تعمل دولة الإحتلال على تحقيق حالة «النقاء السكاني» لمناطقها من غير اليهود، أي المسلمين والمسيحيين، وهذا يعني فتح الأبواب لفكرة تبادل السكان مع السلطة الفلسطينية ليكون عرب 48 تحت ولايتها مقابل المستوطنين، أما الطريقة غير السلمية فهي التهجير القسري أو ربما التهجير الناعم، وكل هذا يحتاج إلى وقت طويل، لكن ما تفعله حكومة الإحتلال أنها تضع الأسس والبنية التحتية لهذا المشروع.
وما تعنيه يهودية الدولة أيضاً أن حق العودة لمناطق 48 ليس محل بحث لمن هم خارج فلسطين أو في مخيمات الضفة الغربية، لأن التخلص ممن هم في مناطق 48 يعني عدم قبول من هم بالخارج، ويعني بشكل مباشر توطين هؤلاء حيث هم سواء كان توطيناً صريحاً من خلال ما يحملون من جنسيات لبلدان هم فيها، أو توطين الأمر الواقع الذي لا يحتاج إلى اتفاقات أو إعلان رسمي من الدول والناس.
وإذا تحقق السعي الصهيوني في بعثرة وهدر حق العودة لأبناء فلسطين 48 فإن هذا يعني ضمناً حرمان أبناء الضفة الغربية وغزة من أبناء الشعب الفلسطيني من العودة إلى وطنهم، ورغم أننا نسمع من أن الطرف الصهيوني أن العودة فقط مسموحة لمناطق السلطة فإن واقع السلطة بما فيها من إنقسام بين غزة والضفة فضلاً عن الواقع الاقتصادي والأمني وضيق المساحة وبقاء سطوة الإحتلال كل هذا يجعل أي نازح أو لاجىء يبقى حيث هو سواء كان يحمل جنسية أو أخرى أو وثيقة، فهو توطين الأمر الواقع الذي لا يحتاج إلى إعلان أو اتفاقات، وهو توطين يُفقد الفلسطيني حقوقه الوطنية والسياسية في أرضه ودولته حتى لو كان رافضاً لهذا أو يرفع شعاراً رافضاً لكل أشكال التوطين وضياع حق العودة.
«يهودية الدولة» لا يعني عنصرية كيان الإحتلال لكنه عدوان جديد على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الدول التي إستضافت النازحين واللاجئين، بل وتحميلها هذا العبء إلى ما شاء الله من العقود.

الرأي 2014-11-26



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات