المديونية لولا الكهرباء والفوائد

تم نشره الأحد 30 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 01:44 صباحاً
المديونية لولا الكهرباء والفوائد
د. فهد الفانك

في اللقاء الذي أجراه رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور مع مجموعة من رؤساء التحرير والكتـّاب قدّم الرئيس ووزير المالية صورة إيجابية معززة بالارقام والنسب المئوية تدل على أن الاقتصاد الوطني والمالية العامة يسيران بالاتجاه الصحيح ويسجلان تقدماً ملموساً كما تدل مختلف المؤشرات التي تقيس الأداء الاقتصادي.
لم يكن اللقاء مفيداً للكتـّاب فقط ، بل للحكومة أيضاً التي يهمها الإطلاع على مزاج الإعلاميين الذين يشكلون الرأي العام ، مع محاولة كسبهم لجانب البرنامج الحكومي ، والاعتراف بإنجازاته، وعدم الاكتفاء بالإشارة إلى السلبيات والعيوب.
لاحظ الرئيس أن بعض الذين كتبوا عن الموازنة العامة لم يقرأوها ، ولذا استعان بوزير المالية الدكتور أمية طوقان الذي قدّم الموازنة وأشار إلى إيجابياتها من حيث زيادة الإيرادات ، وتجميد النفقات الجارية ، وتخفيض العجز ، وتحفيز النمو ، ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي.
لاحظ الرئيس أنه لولا الكهرباء لما ارتفعت المديونية بالأرقام المطلقة إلا بنسبة بسيطة وربما انخفضت كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي ، كما ذكر أنه لولا فوائد القروض لما كان هناك عجز في الموازنة.
هناك بطبيعة الحال فرق بين هذين العاملين ، فإلى جانب سياسة الدعم يعود الجزء الاكبر من خسائر الكهرباء إلى انقطاع الغاز المصري وارتفاع أسعار البترول في الثلاثة أرباع الأولى من السنة ، وهذا قدر لا تملك الحكومة إزاءه شيئاً ، أما كلفة الفوائد والأقساط التي تتجاوز مليار دينار سنوياً فهي نتيجة طبيعية لتراكم المديونية حيث كانت الحكومات المتعاقبة تلجأ للدين لتجنب اتخاذ قرارات غير شعبية.
لولا خسائر الكهرباء ولولا خدمة الدين لكانت الامور جيدة ولكن هذه اللولا لا تخدم غرضاً ، لأننا نستطيع القول في المقابل: لولا المنح الخارجية لما استطعنا خدمة ديوننا وتمويل مشاريعنا وتحقيق نمو اقتصادي وخلق فرص عمل. ولولا حوالات المغتربين لما استطعنا تمويل العجز التجاري. لولا تعمل بالاتجاهين.
هناك أحياناً تناقض بين الاعتبارات الاقتصادية التي تفرض قرارات صعبة والاعتبارات السياسية التي تحرص على الاستقرار الاجتماعي وشعبية الحكومة. من هذه الناحية قد تكون حكومة النسور أجرأ من غيرها في بعض الإجراءات ، ولكنها ليست بريئة من نفس التوجه كما يتضح من قول الرئيس: أن رفع أسعار الخبز مرفوض سياسياً مع أنه صحيح 100% اقتصاديا.

الراي 2014-11-30



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات