البيروقراطيون العرب و«الانهيار»
لا أحد يعرف بصورة محددة مصير المؤسسات "البيروقراطية" العربية التي تنهار تدريجيا، في الوقت الذي تقفز فيه فوق كل الاعتبارات الأولويات "الحربية والأمنية".
الحقن الطائفي في المنطقة، وسقوط بعض الأنظمة ورفضها الاستسلام لأنها تعرف ماذا فعلت أصلا، وموجات الربيع العربي.. كلها عناصر في مشهد واحد رفعت من شأن المؤسسات والمستويات والهواجس الأمنية والعسكرية على حساب الإدارية والبيروقراطية.
نتفق مع قلق شخصيات وازنة من التراجع الحاد في الإدارة في غالبية الدول العربية.
ونستمع عبر أصدقاء خليجيين لتلك التراكيب المسرحية التي تجعل الوزراء وكبار المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين والبيروقراطيين مجرد "أراجوزات" في مسرحية يتخذ فيها القرار خارج الحكومات والمؤسسات الوزارية المعنية.
لا يوجد قرار مهم يتخذ اليوم في غالبية الدول العربية بموجب مجالس الوزراء والأصوات البيروقراطية التي أدارت الدول والأنظمة في الماضي لعقود تعتبر اليوم "مخنوقة"، فهي خارج التغطية، والمطلوب من الجهاز الإداري العربي فقط اللهاث وراء الوصفات السرية التي تحاك بدعوى الأمن والحماية في مستويات مغلقة.
دور البيروقراطيين العرب يتراجع بحدة واضحة الملامح ولا يمكن إنكارها، وهي مسألة سيدفع الجميع ثمنها بكل الأحوال.
بالتأكيد في الأردن لم نصل بعد لهذه المسرحية لكننا في الطريق وبخطوات متسارعة بحكم الاعتبارات والأولويات الأمنية، وبسبب قوى التطرف الظلامية، فنحن نلاحظ بقلق انهيارا متسارعا للإدارة الأردنية التي كان البيروقراطيون فيها دوما وعلى مدار سنوات الأبطال الحقيقيين في بناء سمعة الأردن الإيجابية.
العرب اليوم 2014-12-02