نكتب كثيراً والحرب كما هي!
لننتبه، فوسائل الاعلام الغربية توقفت في اخبارها ومحاوراتها عن استعمال كلمة داعش، وصار الاسم «الدولة الاسلامية».. وهذا خطر جداً وينسحب على الذين يمتنعون عن استنكار ورفض الارهاب ومنظماته، والقول: اننا لا نوافق.. نقطة اول السطر مثلما ينسحب على المشروع الجديد: مشروع اسرائيل دولة اليهود!.
لننتبه.. فالموضوع ليس موضوع لعب بالكلمات، وانما هو مساق يحوّل هذه المنطقة الى ارض للصراع الديني والمذهبي.. خارج دائرة الدول المدنية التي تقوم على اساس المواطنة والاعتدال والتحضر.
هل مشكلة هذا الشرق هي مشكلة الدين والدولة؟ هل نجحت الدولة الدينية والمذهبية في باكستان وافغانستان وايران؟
كان ستالين يقول: كم عند البابا من الجنود؟ ولم يفهم «الآسيوي المتوحش».. كما يجب ان يكون (هذه صفة اطلقها عليه ديغول)،.. لم يفهم ان سطوة البابا هي سطوة دينية واخلاقية، ولا يحتاج الى اقامة دولته.. خاصة في المرحلة القومية الاوروبية، او في مرحلة دولة القارة الاوروبية.
لقد كان المسيحيون والايزيديون والشيعة والصائبة واليهود والعلويون والاسماعيليون مواطنين في الدولة العثمانية وحين انهارت الدولة وتجزأت الى دول تهيمن عليها دولتا الاستعمار البريطاني والفرنسي، فان شيئاً ما لم يتغير كثيرا.. فيما عدا لبنان الكبير الذي صنع منه الغباء الفرنسي فسيفساء مذهبية اقطاعية سياسية، وفلسطين التي جاء الاستعمار البريطاني ببدعتها الصهيونية، وفيما عدا ذلك فان هذه المنطقة بقيت دولاً مدنية فيها مواطنون.. لا رعايا.
لننتبه.. الآن نحن في مرحلة تمزيق المنطقة، ودفع المزق الدينية والمذهبية الى صراعات دموية، لا يعرف احد الى متى او الى اين ستنتهي.
داعش وغيرها مخلوقات مخابراتية دولية تتمرد على صانعيها.. تمرداً متخلفاً شائها لانها تبقي على خيط المخابرات الدولية، فالذين مزقوا المنطقة في مطلع القرن الفائت يقومون الآن بتمزيق بنية الكيانات المصنوعة لان اسرائيل – رغم عسكرتها – بقيت اقل من ان تهيمن حتى في لبنان الممزق بالحرب الطائفية.. فهي لم تستطع البقاء في جنوبه بعد 23 سنة احتلال.
فاللبنانيون وصلوا الى القناعة بوقف حربهم العقيمة في الطائف.. وجعلوا من احتلال الجنوب عبئاً على دولة هي قبل كل شيء.. كيان مصنوع.
في مصر التي لا يوجد فيها طوائف ومذاهب متصارعة ثم خلق نمط من الحرب الدينية بالمخابرات التركية والمال النفطي، وبدل الثورة على الديكتاتوريات العسكرية.. وجدنا شعباً يستدعي العسكر للخلاص من هذا النمط الذي يقوم على هدم الدولة المدنية.
نكتب كثيراً.. وتبقى الحرب كما هي!!.
الراي 2014-12-02