الأردن ودول الجوار

تم نشره الخميس 04 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 02:53 صباحاً
الأردن ودول الجوار
إبراهيم غرايبة

باستثناء المملكة العربية السعودية، فإن الأردن يعيش في حالة جيرة مرهقة. وهي حالة تمثل تحديا كبيرا لا يمكن تجاهله أو نسيانه.
فالأردن، بحكم الجغرافيا السياسية، يعتمد في موارده ونموه الاقتصادي على جيرة طيبة؛ فلا يمكنه الاستغناء عن هذا الجوار الطيب. وأن تطول الأزمة وتمتد في دول الجوار، يجعل الأردن المتأثر الثاني بأزمة البلد المجاور، ويجعله ذلك يدفع الثمن مثل بلد الأزمة؛ وهي كلفة برغم ضخامتها تبدو غير مقدرة تقديرا صحيحا إن اعترف بها. بل ثمة خرافة كاسحة بأن الأردن يستفيد من الأزمات، أو أنه يعيش على الأزمات، وهذه أسوأ فكرة لقيت قبولا في الوعي الشعبي والإعلامي، لأنها بمثابة عمل ضد الذات، وتقلل كثيرا من الشعور بالخطر والأزمة؛ يشبه ذلك حالة المريض بالسكري أو غيره من الأمراض عندما يفقد الإحساس بالألم، فيمكن أن تحترق أطرافه وهو لا يشعر!
الحالة القائمة في فلسطين وسورية والعراق تشكل أعباء كبرى على الأردن، تجعله طرفا مباشرا في الأزمة، ومتضررا بها على نحو كبير. ونحتاج في الأردن إلى بذل كل ما يمكن لتحقيق الاستقرار والتقدم في هذه الدول، فذلك يخفف الأزمات الكبرى للجوء والهجرة إلى الأردن، ويساعد على مواجهة الإرهاب والجرائم وغياب القانون وتلاشي سيادة الدول. كما يحرك الأسواق بالنسبة للأردن والدول المجاورة، فلا يمكن النظر إلى النمو الاقتصادي من غير أسواق ناشطة ونامية أيضا.
يضاف إلى ذلك أن المعاهدة مع إسرائيل تمثل عبئا سياسيا، وتضر بالتماسك الاجتماعي من غير فوائد اقتصادية. وتشكل معارضة التوظيف الاقتصادي والتنموي للمعاهدة، والعجز عن تحقيق مكاسب اقتصادية من ورائها، مخاسر إضافية. ومن المحير هذا الرفض للمكاسب الاقتصادية للمعاهدة، في الوقت الذي تُتقبل فيه المشاركة في الكنيست الإسرائيلي، والعمل في إسرائيل وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والقدس. ويُنظر إلى منع الفلسطينيين من العمل في إسرائيل على أنه حرب إسرائيلية على الفلسطينيين، ثم يطلب من الأردن والأردنيين الامتناع عن المشاركة في الأسواق والتجارة والفرص المتأتية من المعاهدة! بل إن أحد نواب الإخوان المسلمين في الكنيست الإسرائيلي ينتقد التطبيع الأردني الإسرائيلي!
في جميع دول العالم (عدا الأردن)، يُنظر إلى حماية المصالح الاقتصادية وتعظيمها وتطويرها، على أنها منجز أساسي للحكومات؛ تعتز به وتبرر على أساسه مواقفها وسياساتها. وفي جميع دول العالم تحدد المصالح الاقتصادية السياسة الخارجية. ولا يجوز أن يعيب ذلك الأردن والأردنيين، العكس هو الصحيح؛ فمن الخيانة أن تتخلى حكومة عن حماية مصالح مواطنيها وأسواقها، أو تفويت فرصة اقتصادية على نفسها.

(الغد 2014-12-04)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات