النفط إلى أين؟

تم نشره الخميس 04 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 02:50 صباحاً
النفط إلى أين؟
محمد علاونة

يعتد كثيرا من المحللين أن قرار منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» الأخير بعدم خفض الإنتاج ساهم بشكل ملحوظ في هبوط الأسعار بسبب زيادة المعروض، وهذا خطأ شائع كون الأسواق لم تعد تعمل بمعادلة العرض والطلب بل أصبحت معدلات النمو هي المحرك الأساس لتلك السوق التي تعاني ارتباكا واضحا الآن. يمكن العودة إلى سيناريو عام 2008 عندما بدأت أزمة مالية عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وانتشرت في العالم حتى أن الدول العربية طالها ما طالها، آنذاك هبطت الأسعار إلى ما دون 50 دولارا للبرميل وتأثرت اقتصاديات غالبية الدول بما فيها آسيا قبل أن تتعافى الأسعار في 2009.
«أوبك» التي تنتج 31.6 مليون برميل يوميا، وهو يمثل 43.4 في المئة من حجم الإنتاج العالمي البالغ 72.8 مليونا، تعرف أنها لم تعد مؤثرة في الأسواق، ولديها قناعة بأن مزيدا من خفض الإنتاج لن يحرك الأسعار إلى الأعلى بل سيجعلها تزيد من خسارتها بسبب انخفاض الأسعار.
الأزمة المالية حاليا تلوح بالأفق وفعليا فإن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن النمو المتوقع بنهاية 2014 يبلغ 3.3 في المئة، بانخفاض قدره نحو 0.2 في المئة عن التقدير السابق للصندوق البالغ 4 في المئة، وإذا ما علمنا أن أزمة أمريكا المتمثلة في افلاس البنوك كانت بسبب ضعف الرقابة وانعدام الشفافية وتقديرات غير واقعية لأعمال الشركات وهذا ما زال ممارسا هناك.
غير ذلك فإن حالة الاضطراب التي يعيشها العام بدءا من روسيا وأوكرانيا مرورا بالملف النووي وليس أخيرا العراق وسوريا ومناطق أخرى ملتهبة، من شأنها أن تقوض عمليات النمو بل يمكن أن تكون توقعات الصندوق مبالغ فيها.
أرقام «أوبك» تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط هبط من 86.6 مليون برميل يوميا في عام 2007 ليصل إلى 86.1 مليون برميل يومياً، وأدى اختلال ميزان الطلب والعرض إلى بناء كبير في المخزون العالمي من النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا خلال الربع الثالث من عام 2008، و1.2 مليون برميل يوميا خلال الربع الرابع من عام 2008، وهو ما يحدث الآن وما تبينه المخزونات الأمريكية، إضافة إلى إنتاج النفط الزيتي.
إذا الحديث عن سيناريو 2008 يبدو واقعيا، وفي حال أزمة مالية جديدة، لن يكون الوضع مثل الأزمة السابقة، آنذاك لم تكن الأزمات العراقية والسورية حتى الليبية والمصرية موجودة، وستجد «أوبك» ودول الخليج تحديدا أن ما دفعته ثمنا للتضييق على اقتصاديات مثل روسيا وإيران لن تجدي نفعا في حال تعرض العالم لكساد مثل ذلك الكبير الذي كان في عام 1929.

(السبيل 2014-12-04)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات