فوبيا..!
أبعدكم الله عن الأمراض وآلامها وأوجاعها، مؤخراً أصرّ طبيب رفيقة الدرب زوجتي على إدخالها للعلاج في إحدى المستشفيات الخاصة في عمان بسبب ارتفاع السكري وانخفاض الضغط والتهابات اخرى شديدة في الصدر..
لم تكن المرة الأولى التي اُدخل فيها أقاربي ومنهم زوجتي الى المستشفيات لكن هذه المرة كانت عجيبة غريبة لهذا الدخول المفاجئ ومختلفة.. ومقلقة أيضاً..!
فالضغط والسكري والأزمة هي أمراض مزمنة داهمت جسمها القوي منذ سنوات لكن هناك مخاوف كبيرة وكثيرة لم أجد لها أي أسباب.. فالأطباء الذين يعالجونها أعرف معظمهم جيداً منذ سنوات وهم من أمهر الأطباء في بلدنا كما أن العناية بها وبغيرها من المرضى كبيرة.. وواضحة تماماً، سواء عندما كانت في العناية المركزة على مدار ثلاثة أيام وبعد خروجها منها ليومين آخرين الى إحدى الغرف العادية في المستشفى, وكل ذلك يذكرني بقول طبيبٍ مشهور: «الطب منذ أبُقراط وحتى الآن لا يعرف إلّا 5% من الجسم الإنساني»..!
ومن حديثي الى ذوي مرضى آخرين في ردهات واستراحات المستشفى وجدتهم يعانون من نفس المخاوف الموجبة وغير الموجبة، أحدهم كانت تخيم عليه مخاوف من وفاة مشروعة أو غير مشروعة لطفلته المريضة وآخرون كان يخشون وأنا منهم من (أخطاء طبية) لا أول لها ولا آخر.
وزاد من مخاوفي من الأخطاء الطبية هذه في تلك الساعات المقلقة لقاء جرى بيني وبين أحد كبار الأطباء الأميركيين قبل عشر سنوات أثناء انعقاد مؤتمر طبي دولي في عمّان, وسؤالي له عن حجم الأخطاء الطبية في بلاده فرد قائلاً: «أنها أكثر من حوادث السيارات !»
وكما زاد من مخاوفي هذه من حدوث أخطاء طبية لزوجتي أيضاً اكتظاظ المستشفى بالمرضى بخاصة القادمين للعلاج من اليمن والسودان وليبيا ودول الخليج وغيرها، إضافة الى المرضى الأردنيين، حيث كان التعب واضحاً للعيان على وجوه الأطباء والممرضين والصيادلة وكافة العاملين في المستشفى.
بحمد الله وشكره خرجت رفيقة الدرب زوجتي معافاه لكن بعد أن أفلتُّ من هذه المخاوف الشديدة المبررة وغير المبررة والتي تسمى الرهاب او الخوف الشديد والتي اصطلح على تسميتها الفوبيا من الاخطاء الطبية..!
(الرأي 2014-12-06)