واشنطن تنتقي المقاتلين السوريين على «مقاسها»
تسألت وكالة «رويترز» كيف ستنتقي الولايات المتحدة الأميركية المقاتلين السوريين لتدريبهم؟ إذ تجد واشنطن وأعضاء التحالف الدولي الذي يحارب «تنظيم الدولة» أنفسهم أمام معضلة تحديد من هم المقاتلون المعتدلون ومن هم المتطرفون، وما هو الضمان ألا ينضم أي مقاتل تدربه أميركا لــ»تنظيم الدولة» أو أن يكون جاسوسا للنظام. ولا يبدو الأمر بمثل هذا التعقيد فمعظم المقاتلين السوريين الذين يحاربون إلى جانب الحلفاء هم وجوه معروفة.
وتقوم الولايات المتحدة باستبعاد غير المرغوب فيهم من بين المعارضين السوريين المسلحين الذين ستدربهم، وفي مقدمة المستبعدين من ينتهكون حقوق الإنسان والجواسيس والمقاتلون الذين قد يبدلون ولاءهم.
والولايات المتحدة لها علاقات بشبكات من المقاتلين السوريين، من خلال برنامج سري للمخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) درب من خلاله مقاتلين سوريين بالفعل، ومن خلال برامج حكومية أمريكية تقدم مساعدات «غير قاتلة» بحسب وزارة الدفاع الأميركية.
وكما قال مسؤول أمريكي لــ»رويترز»: «نحن لدينا علاقة قائمة مع أناس على الأرض. لن نبدأ من الصفر».
قطر وتركيا والسعودية عرضت استضافة برنامج التدريب، وحتى اللحظة لا توجد دول أخرى من التحالف قد تشارك أيضا.
ويأتي برنامج التدريب ضمن استراتيجية الرئيس باراك أوباما في سوريا التي تتمثل في خطة على مدى عدة سنوات لنشر قوات سورية لهزيمة مقاتلي «تنظيم الدولة» مع إبقاء القوات الأمريكية خارج ساحة المعركة البرية.
ومن المتوقع تدريب 5400 مجند في العام الأول، على أن يصل العدد إلى ما يزيد على 15 ألفا لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الدولة» في سوريا.
وسيتم فحص أسماء المرشحين من خلال قواعد البيانات الأمريكية وتبادلها مع الحلفاء بالمنطقة من أجل فحصها.
وإذا كان المتدرب معروفا لدى الحكومة الأمريكية في السابق فإن الجيش قد يحتاج ليوم واحد فقط للتحقق من البيانات الشخصية، وإذا لم يكن كذلك فقد تستغرق عملية التدقيق أسابيع.
وستتم مراقبة جميع المقاتلين بشكل مستمر، وسيتم اختيار الكثير من المرشحين من المدن والقرى السورية، وقد يجند الجيش الأمريكي أيضا مقاتلين من خارج سوريا ومن بينهم لاجئون.
ويهدف التدقيق والتدريب إلى تقليل المخاطر على الأميركيين أنفسهم، بما في ذلك تسلل أجهزة المخابرات السورية أو انضمام المجندين إلى صفوف «تنظيم الدولة» لاحقا، أو أن يصوبوا أسلحتهم نحو القوات الأمريكية بعد ذلك كما حدث في أكثر من موقع.
وعلى أي حال فإن هدف واشنطن من التدقيق هو حماية نفسها وليس ضمان اختيار مقاتلين أشداء قادرين فعلا على هزيمة «تنظيم الدولة»، كما أنها تريد في نهاية الأمر أن يشكل هؤلاء نواة الجيش السوري الوطني في مرحلة لاحقة والذي سيكون ولاؤه بالكامل لواشنطن بالطبع.
السبيل 2014-12-07