قمة الدوحة بانتظار الأفعال
تنعقد اليوم قمة خليجية ميزتها أنها جاءت بعد مرحلة زمنية صعبة سادها الاختلاف في السياسات، وانعدام التنسيق في مواجهة قضايا إقليمية مهمة.
مرّ الخليجيون بزمن عصيب ساده سوء التنسيق، بل والمواقف العدائية. فحين تتفق دول على موقف تجاه قضية ما، تنحاز دولة إلى موقف آخر يقف في الجهة المقابلة.
فلندع الماضي قليلا، وهذه من عاداتنا كعرب أن نترك الماضي دون أن نحاسب أنفسنا على الأخطاء، ولنع الدوافع والمسببات وما حصدناه من نتائج، حتى لا نقع في فخها بل أفخاخها مرة أخرى.
دعونا من ذلك ولنتعال على الجراح، وكعربي قحّ سأترك الماضي دون أن أحمل معي العظات، بل وسأفكر في المستقبل وكأن خطأ لم يحدث يوما ما. لو سلمنا بمنطق كهذا فماذا عن المستقبل؟ هل هناك موقف موحد تجاه مصر الدولة الكبرى في المنطقة؟
هل سيتبنى الخليجيون موقفا موحدا في اليمن دون أن تفتح الأبواب الخلفية لمن تصدهم الأبواب الرسمية؟ هل لدى الخليجيين سياسة متفقة تجاه سوريا وتجاه الحل هناك؟
هل سيتفق الخليجيون، هذه المرة، بواقعية وفعالية ضد الإرهاب وحركاته، وبعضهم لا يرى في بعض الإرهاب إرهابا، رغم اعتراف الظواهري والبغدادي بإخوانية منشئهم، ومنشأ تطرفهم؟
كيف سيتعامل بنو الخليج مع إيران؟ هل سيستمر بعضهم كطاولات حوار معها، وهل سيضع بعضهم رأس هرمهم مرشدا للخليج برمته، وهل سيشتمها البعض في التلفاز ويقبل أنف زعيمها في التلفاز أيضا؟
هذا غيض من فيض، ناهيك عن الملف الاقتصادي والاجتماعي وغيرهما. لكن هل نتفاءل وسط كل هذا الركام من الاختلاف، وتبعية بعضنا للأجندات الأميركية والتركية؟
الحقيقة أن هناك ضوءا في آخر النفق، وهو أنه مهما اختلف الخليجيون فمصيرهم واحد، وفي الملمات يقفون مع بعضهم بعضا، ما دام بينهم حكماء يقودون مسيرة التصحيح. ولعل أهم عامل خليجي يوحد القلوب ويؤلفها هو المواطن الخليجي نفسه، بتطلعه التواق إلى قيام اتحاد خليجي قوي يصون الاستقرار ويحمي المجتمع ويضمن المستقبل، ولا يصادر الحريات، ولا يقمع سوى الإرهاب وأعداء التنوير والتقدم.
ليس الطموح هو مجرد انعقاد القمة الخليجية، بل إن تتبعها قرارات تطبق فلا تبقى حبرا على ورق.
العرب اللندنية 2014-12-09