اللاجئون السوريون.. اللطم مجددا
تكثيف الخطاب عن الجانب الإنساني فيما يتعلق بأزمة اللجوء السوري خصوصا على المستوى الرسمي أصبح بمثابة أسطوانة مملّة لا مبرر لها ولا يمكنها ان تكون إنتاجية.
الكلاشيهات التي يستعملها المسؤولون في هذا السياق بعنوان البعد الإنساني للأزمة وقصة "بلد المهاجرين والأنصار" وغيرها من الأسطوانات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تؤدي لزيادة المساعدات الدولية بأي قدر.
ما دمنا نطرح الموضوع بلغة إنشائية عاطفية متخشبة، ونتحدث عن الأبعاد القومية والإنسانية وحتى الدينية في بعض الأحيان، فعلينا ان نوقف مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل والمساعدة.
ما دمنا إنشائيين وعاطفيين ونلطم فقط ونطرح كلاشيهات لا يفهمها العالم اليوم بإمكان الدول المانحة ان تقول لنا: حسنًا حققتم واجبكم الإنساني وانسجمتم مع مشاعركم القومية ونحن نصفق لكم وبارك الله فيكم.
هذا التصفيق لا يفيد أحدا في الأردن، ولا يغير قيد أنملة في نوعية المياه التي يشربها اللاجئ السوري تحديدا، والعالم اليوم يحكم بالمصالح والأجندات السياسية والأمنية والاقتصادية ولا تحكمه قواعد المشاعر والعواطف حتى عندما تكون قومية.
المتاجرة السياسية بقضية اللاجئين جاءت بنتائج عكسية على المصالح الحيوية للأردن والأردنيين، وهنا تحديدا ثمة أخطاء استراتيجية فادحة تدلل على ان نخبتنا التي أدارت الملف كانت أقرب لنادي الهواة وبعيدا عن الاحتراف السياسي.
لن يسمعنا العالم ما دمنا ندندن على وتر الكلام العاطفي الذي لا معنى له في موازين العلاقات بين الدول، وحتى عندما يتشدق بعضنا في مثل هذه الطروحات لا يقصدونها لأن المسألة كانت عبارة عن متاجرة سياسية أخفقنا حتى الآن في إدارتها، وفي تحقيق عوائد حقيقية منها، ونجح نظام بشار الأسد في تحويل أزمته الداخلية لمشكلة أردنية وتركية ولبنانية.
لذلك فلنتحدث مع العالم ومع أنفسنا بصراحة قليلا: في معادلات اليوم يصلح مثل هذا المنطق للاستهلاك المحلي فقط… خلصونا من هالقصة واشتغلوا على بدل المأساة وبسرعة.
العرب اليوم 2014-12-10