نشعر بالحرج

تم نشره الثلاثاء 16 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 03:08 صباحاً
نشعر بالحرج
طارق مصاروة

يبدو ان شد الاعصاب في مجلس النواب، سيبقى يعطل جدول اعماله في قوانين غاية في الأهمية، فرفع الجلسة للمرة الثانية وآخرها بعد خمس دقائق من بدئها، لا علاقة له بأي قضية مطروحة للنقاش، واذا كنا حريصين على عمل مجلس النواب، كما حدده الدستور، فان النزق، وسرعة الاتهام، والخروج على قواعد الديمقراطية في احترام المؤسسات واحترام الرئاسات واحترام عقل الناس.. لا توصلنا الى شيء، ولعل نهاية المجلس السابق الذي صفق الشعب الاردني لحله، خير مؤشر على ضرورة التقيد بالأعراف والدستور والعمل البرلماني.
من المعيب ان نخاطب مؤسسة تمثيلية شعبية بالوعظ والارشاد، فالصحافة هي اكثر الناس حرصاً على موقع المجلس النيابي، واحترامه، لكن العناوين الصاخبة للصحف ليست من صنعها، والمقاطع التي تبثها مواقع الاتصال الاجتماعي.. وأبرزها «اقعدي يا هند» صارت تسلية وتفكه لا تليقان بنوابنا، وبمجلسنا النيابي.
ففي كل بلاد العالم ترتفع أصوات النواب، وتلتقط مواقع التواصل الاجتماعي كلمات ماسة بالذوق العام.. لكن ذلك ليس برنامجاً يومياً.. وليس على حساب قوانين هامة وخطيرة كقانون ضريبة الدخل، وقانون الموازنة العامة.
ندعو نوابنا المحترمين الى تهدئة الاعصاب، وترصين النقاش، واعطاء القوانين مدار التشريع كل الاهمية المطلوبة، ونظن انهم بهذه المواصفات يكسبون الشعبية المطلوبة، ويراكمون احترام الناخب للانتخابات المقبلة، فناخبنا لم يعد يعيش على شعارات قديمة تبيع الوهم اكثر مما ترسخ الحقائق.
ديمقراطيتنا الوليدة بحاجة الى اعتناء يشبه اعتناء الام برضيعها، واذا كان نظامنا السياسي يصر على المجلس المنتخب بشفافية، ويصر على دور الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، فان من المؤكد ان مجلسنا النيابي لا يحتاج الى التغميس خارج الصحن، فالوطن لا يحتاج الى الصوت الهادر ذلك ان المدافع والطائرات من حولنا هي الاعلى صوتاً، ولا يحتاج الى بطولات كلامية ذلك ان ابطال الدم والقتل والحقد يملأون الساح العربي.
...الوطن يحتاج الى العقل، والهدوء والشجاعة الادبية والفكر الناضج.. فقط، فقد اضاعت امتنا قرناً كاملاً من الزمان في المزايدة، واستهلاك الكلام العاطفي، والطخ بالفشك الصوتي.. وحين اعلنا استقلالاتنا بعد الحرب الثانية، كانت اليابان والمانيا وايطاليا تعلن استسلامها، وتقبل سلطات الاحتلال وتركع، وها هي الآن اعظم امم الأرض لأنها كانت تبني بصمت وهدوء وشجاعة، وها هم نحن افقر أمم الأرض واكثرها شقاء لاننا كنا نستعمل اصواتنا بدل عقولنا، وانتهازيتنا بدل اخلاقنا، ومزايداتنا بدل العمل الهادئ الرزين.

(الرأي 2014-12-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات