اسفين للمواطن؟!

كثيرا منا يجهل بأصول الاعتذار، وكثيرا ما نخطئ بحق بعضنا بعضا، ولكننا على الرغم من اعترافنا بالخطأ لا نقدم على خطوة الاعتذار على الرغم من ان الاعتذار شيء لا يقلل من قيمة الفرد ولا من كرامته، فالاعتذار بطريقة لبقة يرفع من قيمة صاحبه.
وحكومتنا ما تلبث ان تخرج لنا بقرار خاطئ حتى تعود من جديد لقرار اكثر خطأ مما يزيد في توريط المواطن وتشحيده اكثر من ذي قبل، لكنها دوما تصر على عدم الاعتذار، وكأن جميع قراراتها كانت صائبة، وكأنها ما ارتكبت شيئا.. وهذا ما ينطبق على الموازنة السابقة والحالية، والقادمة كذلك.
كثيرة هي القرارات التي اوقعت المواطن في شرك الجوع، وتكاد الحكومة تجزم بذلك وتتحجج بانه لا بديل لديها الا رفع الاسعار والضرائب المتراكمة، وتضيع الموازنة بالنهاية، وتمنح الثقة للحكومة رغم كل شيء، ثم يأتي من يؤكد ان هناك حلولا اخرى لكن الحكومة لا تأخذ بها، وتأتي الحكومة على استحياء لتتحامل على الشعب وتطلب منه ان يتحمل من اجل الاقتصاد الاردني حتى لا ينهار.. وعندما يرتفع صوتنا قليلا تتحجج الحكومة: أين البديل؟ وعندما نقترح البديل فإن كل بدائلنا لا تنفع وتذهب هباء!
لعل الحكومة تعتذر دوما للمواطن لكن على طريقتها الخاصة.. فبدلا من ان تقدم كلمة نأسف يا مواطن؟! فإنها تتقدم بأسفين يا مواطن؟! وكم ستتحمل يا مواطن من أسافين؟!.
(السبيل 2014-12-17)