القدس عربية

القدس ليست الأوقاف الإسلامية والمقدسات فيها؛ وإنما هي كل المدينة المبارك حول أقصاها، ودعوة المشاركين في الملتقى الدولي لأوقاف القدس الذي انعقد في عمان أول من امس لإيجاد آلية للحماية الدولية للاوقاف الاسلامية رغم ما فيها من حسن نوايا، الا ان في جنباتها مكامن خطر استغلالها لاختزال القدس المدينة الى مساجدها؛ لغايات العبادة فقط وليس اي سيادة عليها او المدينة نفسها.
والأصل في المدينة المقدسة انها كلها وقف اسلامي وليس اماكن العبادة فيها فقط، وهي على هذا الحال اساسا منذ فتحها الخليفة عمر، ثم ان صلاح الدين حرر القدس كلها ولم تكن حملته من اجل المقدسات فقط. كما انه ليس خافيا على احد اليوم ان القدس من القضايا الاساسية في العملية السياسية ومفاوضات الفلسطينيين والاسرائيليين، وان كل طرف يصر على انها عاصمته الابدية، والاجدر في السياق دعم وتأكيد انها كلها عاصمة الدولة الفلسطينية بالمعنى السياسي والاجتماعي والديني.
وكذلك، فان أمر الولاية الدينية لم يلغ في اي وقت ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة باعتبارها اساسا عربية اسلامية وليست يهودية ابدا، ثم ان كل محاولات الاحتلال لاثبات وجود اي هيكل فيها قد سقطت وان كل جهوده فشلت علميا وتاريخيا.
المشروع الفلسطيني في مجلس الامن لانهاء الاحتلال الصهيوني مخطط له لحل الصراع العربي الاسرائيلي الذي تحول الى نزاع، وهو الان خلاف يجري بحثه لإنهائه. وكل هذا الانحدار في حق الشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وانما جزء منه فقط ينبغي الا ينال من حقه في السيادة على القدس، واي تنازلات بهذا الشأن ليكون امرها مجرد ادارة المقدسات انما هو فعل مغاير للعقيدة وخروج عن الدين لا يجوز شرعا، كما انه ليس من حق احد اي كانت صفته.
في مرة طرح على عرفات ان يوافق على سيادة فلسطينية فوق المسجد الاقصى وان يكون اسفله للسيادة الاسرائيلية، وكان رده بان يوافق اي زعيم مسلم غيره على المشروع اولا، فان وجد مثل هذا فانه سيفعل. والامر واضح وجلي بانه ليس هناك من بمقدوره على إعطاء اي حق لغير المسلمين في السيادة على القدس وما فيها.
ولان الامر بحكم موازيين القوى، وهناك إتاحة منذ قبل النكبة لليهود للصلاة عند حائط البراق، فانه لا باس بالموافقة على ذات الامر وليس اكثر منه بأي حال.
السبيل 2014-12-21