دفاعا عن «سايكس بيكو»

تم نشره الثلاثاء 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:29 صباحاً
دفاعا عن «سايكس بيكو»
خيري منصور

هل يكفي قرن واحد من التاريخ بكل ألفياته كي تنقلب المفاهيم رأسا على عقب؟!، هذا السؤال راودني ونحن قاب عامين او أدنى من مئوية «سايكس بيكو»؛ التي لم يبق قومي عربي لم يلعنها ولم تفشل وحدة ثنائية او ثلاثية الا وقد تذرّعت بها .
ويُروى انّ العرب في عصر ازدهارهم الرشيدي وحين كانوا يقولون للغيمة التي تمر في فضائهم، «اذهبي حيث شئت فإن خراجك لنا» صنعوا ساعة أهداها الرشيد الى اوروبا، لكن الساعة التي اخترعها أحفاد الرشيد والتي تستحق براءة اختراع بجدارة هي من طراز آخر، لأنها صُنعت في زمن عربي تتبخر فيه المياه وكل السوائل لتصبح غيوما تمطر على الاخرين ويكون خراجها لهم، ساعة عقاربها تدور بانتظام الى الوراء، وهذا ما يسمى الان علميا قانون نمو التخلّف .
من لعنوا «سايكس بيكو» علانية يبكون عليها اليوم سرّا لأنها تبقي هذه الاقطار بلا تشطير الى خطوط طول وعرض طائفية .
هكذا كان الاستعمار أرحم من أهل المستعمرات بها لأنه اكتفى بتقسيمها الى دول وليس الى طوائف ودكاكين بحيث تمتلئ ارصفة العواصم بباعة الهويات المتجولين .
تصوروا اننا في مئوية «سايكس بيكو» نعتذر لها عن كل الهجاء السياسي الذي أفرغناه فيها، ما دامت المفاضلة الان بين السيناريو السيئ والسيناريو الأسوأ، وبين الرمضاء والنار، ولو كان الساسة العرب يقرأون الشعر لما فاتهم ما كتبه خليل حاوي الذي اصطاد قلبه ببندقية في بيروت عندما شاهد الاجتياح ينكس اعلام العروبة كلها ...
تساءل خليل كيف تمكن هؤلاء الساسة من تفسيخ مياه البحر وتعبئة مائه في الجرار كي يفقد قوته وعنفوانه وتياره ليصبح مستنقعا ؟ ندرك في مئوية «سايكس بيكو» ما الذي جنته براقش ليس على نفسها فقط بل على حفيدها العاشر، ولو كان العرب صادقين في هجاء «سايكس بيكو» لما عاشت مئة عام وأنجبت الآن تقسيما آخر أنكى و»أسخم» الف مرة من التقسيم الذي اقترحته المعاهدة الأم .
السّاعة التي اهداها الرشيد الى اوروبا توقفت عقاربها منذ أن فرض على الخليفة ان يركب بغلة عرجاء ويطوف بها انحاء المدينة، ومنذ ان تبخّر كل شيء في هذا الوطن ليصبح غيوما تمر مسرعة في فضائنا لأن خراجها للآخرين!.

الدستور 2014-12-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات