عقبال «إعدام» الفساد
يتلاعب المجرم – أي مجرم- بحقه المباشر بالحياة فرديا عندما يسلب حياة إنسان بريء بمنتهى وسبق الإصرار والترصد، مكرسا نفسه لأسباب تافهة في أغلب الأحيان بمكان القوة المطلقة التي تسلب الحياة.
من يخطط مترصدا لجريمة قتل مثلا ويرتكبها وقد أتيح له خيار ان لا يفعل لا بد من وجود آلية قانونية تسمح بمعاقبته وأن يكون قراره مكلفا على نفسه.
صحيح ان عقوبات الإعدام غير رادعة، ولم يثبت أنها رادعة، لكن الصحيح أيضا ان التراخي في تنفيذ هذه العقوبة استغله مجرمون عتاة وبشعون وهم يسلبون حياة آخرين بدم بارد وبتخطيط مسبق ومن دون وازع من ضمير او قانون او أخلاق.
لا يوجد أدلة مباشرة على أن تنفيذ عقوبة الإعدام يردع المجرمين ويحمي المجتمع، بالمقابل لا يوجد أدلة مباشرة وحسية على ان الامتناع عن التنفيذ يحمي المجتمع خصوصا الأبرياء والضعفاء الذين يقتلون بدون سبب أو لسبب لا معنى له.
شخصيا لا تعجبني عقوبة الإعدام، وأتمنى ان نصل إلى لحظة لا نحتاجها أصلا، لكن أرى في القصاص في بعض الحالات وتحديدا الجرائم الباردة في القتل غير المبرر فائدة لهيبة القانون وحماية لأرواح الناس وتصعيبا على حياة المجرمين الذين استغل بعضهم عدم التنفيذ وخطط ودبر لجريمته.
المسألة إشكالية، لكن الثابت ان العديد من جرائم القتل تحديدا كانت بشعة وارتكبت لأن المجرم توقع أن لا يعدم، ولا أرى عقوبة لبعض المجرمين الذين تتخطى أفعالهم ضحاياهم المباشرين أقل من القصاص المباشر، فعلى كل من يعتدي على قيمة الحياة لإنسان آخر أن يتوقع تحمل كلفة أفعاله الوضيعة.
المجتمع يتستر أحيانا على المجرمين ويتفهم الجرائم وهذه خطيئة مقابلة لا مجال للتسامح معها أو سحبها على القانون نفسه وإجراءاته.
عقبال قرارات «إعدام» مماثلة تطهر البلاد من الفساد والمفسدين حتى ننطلق للمستقبل باطمئنان.
العرب اليوم 2014-12-24