الأردن حجر الزاوية
.. كنا نقول: نحن حجر الزاوية في هذه المنطقة من الوطن لا ادعاء، ولا نفشاً للريش، ولا محاولة للخروج من حالة الضعف بالكلام. وإنما تقريراً لواقع قديم، منذ كان عبدالله بن الحسين المؤسس، فرض على الدول العربية الكبيرة تحالفاتها الإقليمية خشية منه، ومنذ حاربنا عام 1948، ومنذ اقمنا أول وحدة عربية حين اندمجنا بالوجع والأمل الفلسطيني.. حتى الآن.
نحن حجر الزاوية، لأن كياننا الوطني مستقر حيث تتهاوى الكيانات. ولأن نظامنا السياسي قوي ومؤثر حيث تسقط الأنظمة وكانت تحسب أنها تقاوم وتمانع القوى الكبرى وحليفاتها, والأهم الأهم هو لأننا نملك إرادتنا الوطنية بقوة وثبات.
إن أخبار طلب الحكومة العراقية من جيشنا رفدها بالتدريب، وهيكلة النظام العسكري.. والتسليح، يجب أن لا تبقى حبيسة السريّة وخشية الإرهاب.. فالعراق العظيم كان حليفنا وكنا حلفاءه لعقدين من الزمان كان فيها الدم للركب، وكان العالم يحاصر العراق.. وكنا نحن المقاومة والممانعة في الشأن العراقي.
وها هو صدر الأردنيين مفتوحاً للعراق وجيشه. فأمن العراق واستقراره هو أمن الأردن واستقراره، مثلما أن أمن سوريا واستقرارها هو أمننا واستقرارنا.
لقد اختار العراقيون دولتهم فوجودنا إلى جانبهم، وحين يختار السوريون دولتهم، فإنهم سيجدوننا الى جانبهم.. وهكذا كل بلد عربي ولا حاجة للمزيد من التوضيح.
لقد بدأ جلالة القائد بالكلام عن مساندة العشائر في غرب وشمال العراق، كجزء من حربنا على الإرهاب, لكن استراتيجيتنا كانت واضحة: في المرحلة الأولى خلق حاجز مع داعش، ثم تدريب العشائر الجارة.. وحين قرر العراق احتواء ذلك بعنوان كبير هو تدريب الجيش العراقي، قلنا: نعم وتسليحه كذلك.
وفي الشمال، حاولنا خلق حاجز الإرهاب في جنوب سوريا، بتشجيع المنشقين من الجيش السوري، وبرفع العصا في وجه «النصرة» وبقية التنظيمات التي تتعامل بالإرهاب، وحين تتشكّل حكومة سورية تضم كل مكونات الشعب الشقيق سنكون في طليعة العاملين لإعادة الجيش السوري إلى الحالة الوطنية وليس الى حالة الميليشيا التي تقتل الناس باسم الدولة. لأن مواصفات الدولة ترفض الديكتاتورية وحكم اجهزة القمع.. ولا نقول الأمن.
تفرح اجهزة اعلام فارغة حين «تقف» احدى قنوات الجزيرة عن تحريض المصريين على جيشهم وأمنهم, ونشعر بالمغص لهذا التهافت في العلاقات العربية. فقناة من قنوات الجزيرة لا تصنع ديمقراطية في مصر. ولا تطيح بقيادة جيشها.. وانما هي اكثر من ذلك بكثير. وعلى النافخين في جمر الاحقاد, واكوام الدولارات, ان يدركوا أن وطنهم العربي ليس بهذا الدرك الاسفل الذي يحاولون جره اليه فمصر هي مصر. لأهلها أولاً, وللعرب اولاً وثانياً وعاشراً.
ندعو الى المزيد من فهم ما يجري والى تفتيح العيون على وسعها لرؤية الحقائق كما هي. وللاردنيين الذين ادمنوا سياسة ودعاية وفضائيات تافهة ان يرفعوا فوق رؤوسهم علم الوطن, وان يسيروا وراء قائد فذ.. يعرف طريقه.
الرأي 2014-12-26