عطلة على غفلة
كثير من الناس «عطلوا» اليوم دون ان يعرفوا المناسبة. المهم انهم «عطّلوا» وهذا بحد ذاته يُعدّ»إنجازا» بالنسبة لهم.
وحتى لا ابدو مثل»الشيطان»(هادم اللّذات،مُفرّق الجماعات»،أقول ان العطلة بالنسبة للاردنيين خاصة والعرب عامة»عادة».فلا هم يعرفون اسباب العطلة ولا يستفيدون منها بشكل ايجابي ولا يعطونها حقها إن كانت»مناسبة دينية او قومية او وطنية». المهم انهم «معطّلون» ومن لا يحب العطلة والانبطاح تحت التلفزيون والانشغال بتقليب المحطات وهو في السرير والبركة ب»الريموت كونترول» غير «كونترول الباص» ما غيره.
الاولاد،غالبا،يفرحون للعطلة قبل موعده،و»قبل الهنا بسنة». وهي بالنسبة لهم فرصة لممارسة الابتزاز للأهل واقتراح مناسبات لشمة الهوا وطلب»وجبات»»دلفري»،قال يعني «من باب التغيير».
لكن اجمل ما في»العطلة»أية عطلة،بالنسبة لرجل مثلي،هو فراغ الشوارع من الازمات المرورية،وهو ما يتيح لسائق «جبان» مثلي،ان يمارس»حماقاته» وهواياته،بحرية مثل سماع «فيروز» وإطلاق العنان لأغاني محمد عبده وخاصة اغنية»لا هي ماء ولا وهي نار» والسرحان مع الاغاني دون الخوف من السائقين الطائشين والمتهورين والزعران والمستعجلين.
عادة ما افعل عكس معظم الكائنات الذي يسهرون»ليلة العطلة» ويرتعون في الفِراش حتى ساعات الظهيرة.فاصحو مبكرا واذهب الى عملي بعد إفطار دسم»فول وفلافل» وكاسة شاي»دُبُل» وكان الله يحب المحسنين.
ولعل أسوأ ما في «العُطَل»،المشاجرات التي تحدث في البيوت بسبب تجمع الاولاد وكذلك»طوشات» الازواج بعضهم مع بعض ،طبعا «تفشش» ولسبب تافه.
و... عُطلة سعيدة!!
الدستور 2014-12-25