توجيعي دوت كوم
اليوم يتوجه ما يزيد عن 161الف طالب وطالبة، للمشاركه في امتحان الثانوية العامة، التوجيهي.. وشخصيا منذ أن طرق أولادي وبناتي أبوابه، درجت على تسميته بـ «التوجيعي»؛ لأن رحلة العائلة مع هذا الامتحان، هي فعلا بمثابة رحلة توجيعية، لا تنقطع فالعائلة جميعها معنية بكل مراحل السنة التوجيهية، من الإعداد، والكتب، والكورسات،والمدرسين والمدرسات، ومزاج الابن أو البنت التي تستعد للامتحان ومتطلباتها في سنة التوجيعي، الى جانب متابعة البلاغات العسكرية التي تصدر عن وزارة التربية، خشية أن تغيب عن الابنة أية معلومة تمر مرور الكرام، دون تنبيه .
ولا تنتهي الرحلة مع بدء مرحلة الامتحان، بل تتعداها لمتابعة الحالة الجوية، خشية أن تمر حالة من المنخفضات الثلجية التي تنغص على الطلبة مسيرة الامتحان؛ ما يربك الجميع في حالات من التأخير الطارئ والمفاجئ. أيام الامتحان صعبة تشعر أنك تتقدم للتوجيعي مرة ثانية، او تعيد الكرة لتحسين علاماتك، وهناك أساتذة يقدمون صبيحة الامتحان ساعة مراجعة، مطلوب منك أن تستعد لها وخاصة أنها تكون الساعة السادسة فجرا قبل موعد شروق الشمس .
ولا تتوقف الرحلة، مع الفاضل التوجيعي، هنا، بل تبدأ رحلتك بالتفكير بالجامعة التي يرغب ابنك أو ابنتك بالدراسة فيها ورسومها، وهل هناك أمل أن تلوح بالأفق منحة « تشيل» عنك عبء الرسوم، وخاصة، حين يكون لديك أكثر من طالب في الجامعة ومنهم من يدرس بتنظيم» الموازي « على حسابك، ملعون أبو التوجيهي ويومه، الذي يسبب لكل أسرة أردنية قلقا إضافيا غير القلق الذي تعيشه جراء نكد الحياة ونكد الدنيا ونكد الزمان، هناك الف وسيلة لتطوير التوجيهي، والحد من رحلة العذاب التي تستمر عاما بطوله، بلا طائل وبلا جدوى هناك الف وسيلة لتحديد مستوى الراغب في الدراسة ومتابعة رحلة العلم؛ آخرها قصة العذاب مع التوجيعي .
أعان الله كل أسرة لديها مشروع توجيعي بكل متطلباته واستحقاقاته ودفع عنها بلاء المحنة التي لا تتوقف ولا راد لقدرها الا حين تنقضي سنة التوجيعي بكل عذاباتها ..
(الدستور 2014-12-27)