السند وحقائقه!
وكلنا معاذ!. لكننا لسنا أسرى داعش وإنما هو الأكثر حرية حين ينهد إلى الحرب باسم الله والأمة والأردن!!.
ونعود إلى يقين: الأردن حجر الزاوية فنقول، نحن نساند العراق والعراقيين. ولكننا لا نشترط ان يكون ويكونوا من المذهب السُنّي أو الشيعي أو الكردي. فالدول المذهبية لا علاقة لها بالعرب. وهي لا الاستعمار التي تقسم الوطن فيكون ثلث العراق شيعة وثلثه سُنّة وثلثه أكراد. ثم نجرّ الأتراك وإيران إلى الحروب الإقليمية في وطننا!!.
وكما العراق هكذا ساندنا نضال الشعب الفلسطيني، فرفضنا أولاً أن ننوب عنهم، وأن ننحاز إلى فتح أو حماس أو أي فصيل فلسطيني، لأن معنى ذلك شطبه من المعادلة أو تفسيخه، فلا يكون صاحب قضيته. والذين انشأوا فلسطين على صورتهم ومثالهم، حولوها إلى أداة في الصراعات العربية والدولية، ودمروا النضال الفلسطيني وما زالوا.. وتعالوا نرصد تحركات حماس بين التحالف مع إيران وسوريا، ثم التحالف مع مصر الاخوان.. ثم العودة إلى إيران دون سوريا.. وكم دمّرت هذه التحالفات في الجسم الفلسطيني.
والآن نحن مع سوريا.. سوريا الوطن, لكننا لسنا مع نظام يقتل شعبه, ولسنا مع الإرهاب في تكوين معارضة من المفترض أنها تعتمد الفكر ووسائل التعبير السلمية.
وعلينا في كل ذلك ان نعترف ان مهمتنا ليست سهلة وتحتاج الى الصبر حتى انضاج الظروف, واجتراح وسائل تهدئة المجتمعات المضطربة المتحاربة. لقد مددنا يدنا للمالكي حين زار عمان مؤخراً, واكتشفنا بعد ان استمعنا الى المقدمات ان الرجل «بياع سجّاد» معتاد على استغلال كل علاقة لمصلحة تكوينه المذهبي المتطرف. وحين استقرت امور العراق, ادركنا اننا امام مرحلة جديدة.. وكان جلالة القائد صريحاً وواضحاً: نحن مع العراق الواحد, ومع حكومة تمثل العراقيين. وقلنا اننا سندرب عشائر العراق في اطار «تدريب الجيش العراقي». وسنساعد في تسليحها. وقد لا يكون من الجديد ان نقول: إن علاقاتنا بكرد الشمال العراقي هي علاقات غاية في الاستقرار, والثقة والصداقة.
ونعود الى أقرب الأشقاء.. إلى الفلسطينيين فقد اثبتنا دائما أننا معهم كلهم، لأننا مع وحدتهم وكنا منذ عام 1984 على وجه التحديد نساند منظمة التحرير الفلسطينية. وكنا نعرف أن في المنظمة من لا يريدنا ولو مساندين. وأن هناك دولاً عربية لا تريد لأي فلسطيني أن يقترب من الأردن.. وكان بالنا طويلاً. وحين انكشف الزيف، وانهارت هياكل الدجل وجد الفلسطينيون أن سندهم الأردني سند حقيقي. وأنهم يمكنهم الاعتماد عليه.
.. هذا البلد هو حجر الزاوية، كما كنا نقول دائماً، في بناء استقرار المنطقة، وأمنها، ومصالحها الواحدة، وإذا كان أحد لا يريد هذا الدور في الداخل أو في الخارج.. فإننا نطلب منه ان يعطينا بديلاً له!.
(الرأي 2014-12-27)