قضية الطيار الأسير.. أوقفوا الافتاء
لا تدار الأزمات بانفعال عندما تتعلق بكلمة الدول والشعوب، وينبغي أن نتوقف جميعًا عن الكلام والتحزّر والتوقع بما يتعلق بأسيرنا الطيار معاذ الكساسبة حتى نسمح للأجهزة المختصة بمتابعة الموضوع ضمن الأطر المهنية المعتادة من دون اعاقتها وعرقلة عملها تحت ضغط الرأي العام.
أسوأ ما يمكن ان نفعله اليوم هو ممارسة اللطم وشحن العواطف والافتاء في قضايا لا نفهمها والاعتبار الأول والمطلق والأخير هو لتأمين سلامة أسيرنا الذي تمكن منه "خصم" لا يعرف الرحمة ولا يمكن الثقة بنواياه وأفعاله.
ليست مسؤوليتنا نحن؛ الغرق في التفاصيل، ومعاذ ولد الجميع، والذين يختطفونه الآن لا بد لهم ان يعرفوا أنهم يواجهون شعبًا موحدًا لن يقبل أقل من عودة معاذ سالما مهما كانت الاعتبارات والظروف.
بالطبع ومن دون شكوك نقف مع دولتنا وقيادتنا في هذه المحنة وبكل تأكيد نحن موحدون تماما خلف معاذ بصرف النظر عن الاراء والاجتهادات كلها، كما نحن موحدون خلف مؤسساتنا وضد الارهاب والتطرف والجنوح.
لا مجال للمقايسات والمقارنات البائسة السخيفة التي لا معنى لها في هذه اللحظة ولا مجال على المستوى الاعلامي تحديدا إلا لمراعاة البعد الوطني واحترام المؤسسات وترك الفرصة لها كي تعمل مع احترام مشاعر عشيرة نبيلة قدمت العديد من التضحيات والدماء في سبيل رفعة الوطن الأردني.
على المجتهدين جميعهم ان يوقفوا تدفقات التوقع والتكهن والافتاء في قضية "أسيرنا الطيار" وعلى من يحجز حرية معاذ الآن بصرف النظر عمّن وراءه ان يعرف تمام المعرفة ان الشعب الأردني لن يستمع إلّا لخبر واحد فقط من دون تفاصيل محتواه إن معاذ بأحضان والدته.
العرب اليوم 2014-12-28