الرجل.. هذا الكائن المسكين
الرجل.. كائن مسكين، وضعوه في خانة القوة والعنف وفرضوا عليه خصال السيطرة والقمع، وصوروه انه «بعبع»، وأقنعوه انه هو الفحل الآمر الناهي الفارض، الصلب الشديد..حتى صدقهم وتبنى تلك الخصال وأصبحت جزءا من شخصيته. فمنذ أن يولد، تتم برمجة الذكر على العظمة والتفوق بعذر ذكورته. فهو لم يولد هكذا، بل علمه «المجتمع» أن يكون كائنا يابسا جافا مسيطرا عنيفا، ولم «تقصر» المرأة في ترسيخ هذا المفهوم في ذهن الرجل فاستكانت وتركته «يتفرعن» إلى أن صدق أنه فرعون.
قالوا له «الرجل لا يبكي»، فحبس دموعه وتظاهر باللامبالاة حتى انكسر من الداخل، علموه «الرجل لا يخاف»، فكبت مخاوفه حتى سكنته، لقنوه «الرجل لا يضعف»، فتظاهر بالقوة وخبأ ضعفه وراء بنيته الجسدية وعضلاته وشاربيه فتسلط وقهر وظلم المرأة الكائن الأضعف (في نظره).. وفي النهاية لم يظلم إلا نفسه. في الحقيقة، ما الرجل إلا طفل كبير، يرزح تحت عبء تصورات لرجولته لم يخترها لنفسه، فهو إنسان يحب ويكره ويضعف ويحزن وينكسر ويخاف، سواء أظهر ذلك أم لم يظهره، والمرأة الذكية فقط هي من تستطيع ان تفهمه وتساعده على التعبير عن مكنوناته ومشاعره من دون خدش رجولته.
أتوقع أن كثيرا من القارئات لن يعجبهن رأيي، وربما بدأن بسن أسنانهن لنهش لحمي، لكن الرجاء منكن الهدوء والتفكر قليلا. فأنا أدرك تماما أن في بعض الأحيان ظلم الرجل قد لا ينفع معه «لا كلام ولا سلام»، وأعرف حالات كثيرة لقهر الرجل للمرأة خاصة في عالمنا العربي، فقد منحه القانون والمجتمع (وسوء فهم للشرع) كل الوسائل كي يفعل. لكننا نتكلم في الخصوص (الجيد) هنا فابقوا معي..
المرأة أيا كان موقعها سواء كانت ربة منزل، أو موظفة، أو سيدة أعمال، فهي بحاجة إلى رفيق لدربها، وعليها أن تفهم شريكها، وتبحث معه عن الطريق الأمثل للسعادة ليواجها الحياة معاً كرفيقين لا متنافسين، ولن يحدث هذا إلا إن فهمت المرأة حاجات الرجل الأساسية. فما يريده الرجل يختلف عما تريده المرأة (فقائمتها طويلة جدا)، ويختلف أكثر عما تريد المرأة من الرجل أن يريده!! فهو كائن بسيط جدا وإسعاده سهل ومتاح ومتطلباته قليلة، فيكفيه إشباع حاجاته (الغريزية) الأساسية ليكون أسعد الكائنات. وبعيدا عن التفصيلات والتعقيدات، يكفي الرجل أن يكون مشبعا عاطفيا وجنسيا و«كرشيا»، ليكون أسعد الرجال في العالم. فبالمختصر المفيد.. أحبيه، احترميه، أطعميه، أغويه، ثم سلميه «الريموت كونترول» واتركيه لمتابعة برنامجه المفضل.. وعندها سيخر لك شاكرا عاشقا محبا ممنونا.
* * *
سطر أخير:
بمناسبة عيد الحب القادم.. كوني البادئة هذه المرة.. وفاجئيه بهدية (على ذوقه)، وكل عام وجميعنا بحب.