الرجل.. هذا الكائن المسكين

تم نشره الجمعة 12 شباط / فبراير 2010 02:11 صباحاً
الرجل.. هذا الكائن المسكين
دلع المفتي

  

الرجل.. كائن مسكين، وضعوه في خانة القوة والعنف وفرضوا عليه خصال السيطرة والقمع، وصوروه انه «بعبع»، وأقنعوه انه هو الفحل الآمر الناهي الفارض، الصلب الشديد..حتى صدقهم وتبنى تلك الخصال وأصبحت جزءا من شخصيته. فمنذ أن يولد، تتم برمجة الذكر على العظمة والتفوق بعذر ذكورته. فهو لم يولد هكذا، بل علمه «المجتمع» أن يكون كائنا يابسا جافا مسيطرا عنيفا، ولم «تقصر» المرأة في ترسيخ هذا المفهوم في ذهن الرجل فاستكانت وتركته «يتفرعن» إلى أن صدق أنه فرعون.  

قالوا له «الرجل لا يبكي»، فحبس دموعه وتظاهر باللامبالاة حتى انكسر من الداخل، علموه «الرجل لا يخاف»، فكبت مخاوفه حتى سكنته، لقنوه «الرجل لا يضعف»، فتظاهر بالقوة وخبأ ضعفه وراء بنيته الجسدية وعضلاته وشاربيه فتسلط وقهر وظلم المرأة الكائن الأضعف (في نظره).. وفي النهاية لم يظلم إلا نفسه. في الحقيقة، ما الرجل إلا طفل كبير، يرزح تحت عبء تصورات لرجولته لم يخترها لنفسه، فهو إنسان يحب ويكره ويضعف ويحزن وينكسر ويخاف، سواء أظهر ذلك أم لم يظهره، والمرأة الذكية فقط هي من تستطيع ان تفهمه وتساعده على التعبير عن مكنوناته ومشاعره من دون خدش رجولته.

 أتوقع أن كثيرا من القارئات لن يعجبهن رأيي، وربما بدأن بسن أسنانهن لنهش لحمي، لكن الرجاء منكن الهدوء والتفكر قليلا. فأنا أدرك تماما أن في بعض الأحيان ظلم الرجل قد لا ينفع معه «لا كلام ولا سلام»، وأعرف حالات كثيرة لقهر الرجل للمرأة خاصة في عالمنا العربي، فقد منحه القانون والمجتمع (وسوء فهم للشرع) كل الوسائل كي يفعل. لكننا نتكلم في الخصوص (الجيد) هنا فابقوا معي..

المرأة أيا كان موقعها سواء كانت ربة منزل، أو موظفة، أو سيدة أعمال، فهي بحاجة إلى رفيق لدربها، وعليها أن تفهم شريكها، وتبحث معه عن الطريق الأمثل للسعادة ليواجها الحياة معاً كرفيقين لا متنافسين، ولن يحدث هذا إلا إن فهمت المرأة حاجات الرجل الأساسية. فما يريده الرجل يختلف عما تريده المرأة (فقائمتها طويلة جدا)، ويختلف أكثر عما تريد المرأة من الرجل أن يريده!! فهو كائن بسيط جدا وإسعاده سهل ومتاح ومتطلباته قليلة، فيكفيه إشباع حاجاته (الغريزية) الأساسية ليكون أسعد الكائنات. وبعيدا عن التفصيلات والتعقيدات، يكفي الرجل أن يكون مشبعا عاطفيا وجنسيا و«كرشيا»، ليكون أسعد الرجال في العالم. فبالمختصر المفيد.. أحبيه، احترميه، أطعميه، أغويه، ثم سلميه «الريموت كونترول» واتركيه لمتابعة برنامجه المفضل.. وعندها سيخر لك شاكرا عاشقا محبا ممنونا.

* * *

سطر أخير:

بمناسبة عيد الحب القادم.. كوني البادئة هذه المرة.. وفاجئيه بهدية (على ذوقه)، وكل عام وجميعنا بحب.

 

 

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات