التقاعد المختلف !

تم نشره الثلاثاء 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:10 صباحاً
التقاعد المختلف !
د. زيد حمزة

في اليوم الاول من العام الجديد سوف أتوقف عن ممارسة الطب طواعيةً واختيارا بعدما استغرقت من رحلة عمري تسعاً وخمسين سنة، لا لكي أخلد للراحة بل لكي اتفرغ لنشاطات اخرى وفي مقدمتها الكتابة وربما العودة قليلا لهواية الرسم !
التوقف عن الممارسة يسمى في بلادنا التقاعد وهو في ظني تعبير بيروقراطي دخل لغتنا في عهود الحكم التركي، ومعناه في عالم الوظيفة أن صاحبها يعرف نهايتها بعد خدمة سنوات معينة او الوصول الى سن محددة ويقبض وهو في بيته راتب التقاعد المعروف مسبقاً. أما في المهن الحرة فسن التقاعد مفتوح يخضع لعوامل اخرى كالقدرة البدنية والعقلية والاستعداد الشخصي والحالة المالية وقد يمتد لعشر أو عشرين سنة زيادة على سن التقاعد الحكومي.. وللتقاعد في مهنة الطب تحديداً انظمة تختلف من بلد لآخر، فاذا اخذنا بريطانيا على سبيل المثال وجدنا الطبيب الجراح ملزما بالتوقف عن اجراء العمليات عند سن السبعين لكنه لا يحرم من مزاولة دور المستشار لزملائه او إعطاء المحاضرات في كليات الطب وبقدر جزئي. أما في الاردن وحسب قوانين نقابة الاطباء فان الطبيب يستحق راتبه التقاعدي في سن الخامسة والستين لكنها لا تلزمه بالتوقف عن ممارسة المهنة.
في هذا المنعطف لا بد من وقفة تأمل لستة عقود من العمل في مهنة جليلة منح فيها مجتمعنا الطيب اصحابها من اجيالنا على الاقل مكانة عالية من الاحترام والتقدير كما زودهم الطب نفسه بعلوم عظيمة مكنتهم ليس من خدمة المرضى وتخفيف اوجاعهم فحسب بل اهلت الكثير منهم لتقييم شؤون الحياة والانخراط فيها بطريقة اشد دقة اكثر واقعية.. لكن عليّ أن أسجل للتاريخ أن النظام الوظيفي الذي فرض على الممارسة الطبية في الاردن قبل خمسين عاماً ومنع اطباء القطاع العام من مزاولة عملهم في القطاع الخاص خارج اوقات الدوام الرسمي كما هو سائد في باقي بلاد العالم أثر كثيرا وبطريقة سلبية على (روح) العمل الطبي حيث يستمر تسرب الكفاءات الى القطاع الخاص فتُحرم الاجيال الجديدة من الاطباء من فرصة التدريب على ايدي المجربين القدامى كما يحرم مرضى وزارة الصحة -وهم الاغلبية الساحقة وجلهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود- من خبراتهم ومهاراتهم..
وبعد.. ترى هل يشكل (التقاعد) نقطة البداية لمرحلة جديدة من مراحل الحياة؟ نعم.. لكنها تختلف باختلاف المتقاعدين، ومن يعش يرَ!

الرأي 2014-12-30



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات