إطلاق سراح مسعود الكانوني ومستقبل ليبيا
أطلق سراح المحامي والناشط السياسي وأستاذ القانون الدستوري مسعود الكانوني الذي اختطف في العاصمة الليبية قبل أسابيع، وكنت طرحت قضيته في مقالة سابقة. ويشكل إطلاق سراح ناشط سياسي بحجم الكانوني أفقاً لتعامل يفضي إلى الحوار، كما يسجل لحكومة عمر الحاسي.
والكانوني بحكم موقعه كمرجعية دستورية وزعيم حزب سياسي لديه برنامج وسطي، يهدف الى اقامة الدولة وبناء ليبيا الحديثة على اسس غير جهوية تؤمن بالحريات والديمقراطية، يعارض التوجهات التي تستلب من الليبيين حقهم في التعبير وتختطف ثرواتهم ومستقبلهم وتعمل في مقدراتهم تدميراً.
والحق ان الرجل وآخرين من الناشطين والعقلاء من الضروري أن يلعبوا دورا في الحوار بين جميع الأطراف السياسية، بغية التوصل الى حل للمعضلات التي تعترض ليبيا حالياً، وتؤجج الخلاف والعنف.
وغني عن القول إن ثمة ناشطين وشخصيات سياسية لم تتورط في الخلاف، وحافظت على مسافة من كل ما جرى ويجري، يمكن الطلب منها لعب دوري ايجابي يؤدي إلى تفاهم ويؤسس للانطلاق إلى أمام، والقفز عن المشكلات الليبية الحالية إلى نقطة التقاء تحدد فيها الاولويات ويصار الى العمل الجدي على بناء دولة القانون والتداول السلمي للسلطة.
بعد أن طال الخلاف في ليبيا، وغذته دول لها مصالح، وعانى الليبيون الأمرين جراءه، وتشرد غالبيتهم، ودمرت مقدرات البلد، وبدا واضحا أن لا حسم عسكريا يلوح في الافق، بات القتال ضرباً من العبث.. وما دام هدف أي صراع هو الجلوس الى طاولة في النهاية، فقد آن الاوان لذلك.
لم يكشف النقاب عن الجهة التي اختطفت الكانوني، ولا مطالبها، ورب ضارة نافعة، إذا حسنت النوايا وعلا صوت الوطن.
السبيل 2014-12-31