.. لم نفهم التحرك الفلسطيني
لا يمكن للفلسطينيين ان يفاوضوا اكثر من عشرين عاما دون نتائج. ولكن ايقاف هذه المأساة – الملهاة لا يكون بهذه الخطوات التي شهدنا فصولها في مجلس الامن هذا الاسبوع.
- فلماذا مثلا تم تعديل مشروع القرار العربي الذي كتبه الفلسطينيون وقدمته سفيرتنا في مجلس الامن.. وذلك خلال يومين؟.
- لماذا مثلا الاصرار على يوم الثلاثاء ليكون يوم التصويت، في حين ان انتظار بضعة ايام سيكون افضل اذ سيجهز المجلس خمسة اعضاء جدد منهم اربعة مع المشروع؟ .
- لماذا مثلا الاصرار على عدم اعطاء الفرصة، لدول كثيرة، لتتقدم بتعديلات يمكن ان يقبلها اكثر من تسعة اعضاء؟! فمن طبيعة المشروعات ان تخضع للمساومة؟.
- هذه الأسئلة قالتها المندوبة الاردنية، لكنها تراجعت عنها للاصرار الفلسطيني، فهل ارادت منظمة التحرير اضعاف مشروعها في مجلس الامن.. قصداً؟ .
لا احد يمكن ان يجيب على السؤال اذا امتنعت المنظمة عن الاجابة، ولعل فيما يقوله د.عريقات ان الفلسطينيين يملكون خططا تلي: منها التوقيع على كل المعاهدات التي تجعل من فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمات منها: المحكمة الدولية، يمكن قبوله منطقيا، وليس سياسيا.
ولعل السؤال الذي يسبق كل الاسئلة: لماذا يفشل الطرفان الرئيسيان فتح وحماس في اقناع انفسهما بالدولة الفلسطينية، فنحن نشهد اللعب السخيف في عمل حكومة المصالحة والتوافق، حيث يبدأ بالخطوات الاولى للاعمار، فتفتح حماس سيرة رواتب سبعين الف موظف تم تعيينهم بعد الانقلاب الحمساوي، في حين تم انهاء عمل ثمانين الف موظف معينين من قبل السلطة قبل عام 2007، ولماذا تشجيع تظاهرات نسائية تطلب «بيوت بدل بيوتنا» من حكومة لم تجد بعد مكانا تعمل فيه في القطاع المدمر.
فيما مضى كنا نتهم العرب بانهم اضاعوا فلسطين، والان نسمع من العرب ان الفلسطينيين يضيّعون فرص اقامة كيان لهم، يؤويهم من حرّ الصيف وقرِّ الشتاء، ويجمع شتاتهم او بعض شتاتهم، ويوقف المجزرة السياسية والاخلاقية التي تمارسها الصهيونية في فلسطين وحولها.
لا احد يستطيع اتهام الفلسطينيين بالتفريط في قضيتهم، إلا العرب والعجم الذين يتاجرون بالدم الفلسطيني، وعلى منظمة التحرير ان تتخلص من كابوس الاتهامات، وتأخذ قراراتها بشجاعة وارادة حرة، وبعد ذلك فليشبع الاتهاميون من الزبد فما ينفع الناس يمكث في الارض.
الراي 2015-01-01