مرة أُخرى: أين العرب ؟!

تم نشره الإثنين 05 كانون الثّاني / يناير 2015 02:10 صباحاً
مرة أُخرى: أين العرب ؟!
صالح القلاب

المفترض ألَّا يكون مستغرباً أنْ يأتي الرد الإسرائيلي والرد الأميركي على خطوة ذهاب الفلسطينيين إلى عضوية محكمة الجنايات الدولية وإلى هيئات مماثلة أخرى واحداً ففي حين هددت واشنطن بقطع «المعونات» عن السلطة الوطنية بادر بنيامين نتنياهو إلى تجميد أموال الضرائب ،التي هي أموال فلسطينية، والتوقف عن مواصلة دفعها للجانب الفلسطيني مع أنَّ هناك نصاً بهذا الخصوص في اتفاقيات أوسلو المعروفة وفي الاتفاقيات الإجرائية التوضيحية اللاحقة.
عندما ترفض إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية التي احتلتها في عام 1967 ومن ضمنها القدس الشرقية وتساندها الولايات المتحدة في هذا مساندة التابع للمتبوع ثم وعندما تفقد الحكومة الإسرائيلية أعصابها وتبادر إلى إيقاف دفع أموال الضرائب للسلطة الوطنية وتساندها واشنطن في هذا مساندة التابع للمتبوع فإن هذا يعني أنَّ كل جولات جون كيري الشرق أوسطية كانت مجرد خداعٍ في خداع وأنَّ واشنطن كانت تكذب على نفسها وعلى العرب والعالم بأسره عندما رفعت خلال السنوات الأخيرة راية :الحل العادل والشامل لقضية فلسطين.
إن مواقف هذه الحكومة الإسرائيلية ،التي على رأسها رجل يحمل كل عقد التاريخ وأوهامه هو بنيامين نتياهو، غير مستغربة إطلاقاً طالما أنَّ «دستور» رئيسها هو «مكان تحت الشمس» وطالما أن كثيرين من بين الإسرائيليين يصدقون تلك الكذبة القائلة :»أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض» أما المستغرب حقاً فهو أن تتخذ الولايات المتحدة الدولة صاحبة المصالح الإستراتيجية في هذه المنطقة وفي العالم الإسلامي كله مواقف إسرائيل نفسها وألَّا تخاف على هذه المصالح وهي تنتشر كل هذا الانتشار في الشرق الأوسط العربي والإسلامي.
لقد قيل للأميركيين كلهم من الرئيس باراك أوباما وحتى أصغر موظف في الإدارة الأميركية أنَّ هذا التعامل الأميركي مع القضية الفلسطينية هو الذي يستخدمه الإرهابيون مبرراً لكل ما ترتكبه «داعش» و»النصرة» و»القاعدة» وباقي التنظيمات الإرهابية من جرائم وأنه إذا استمرت إسرائيل في اضطهاد الشعب الفلسطيني على هذا النحو فإن الذي سيدفع الثمن في النهاية هو الولايات المتحدة الدولة التي من المفترض تماشياً مع مصالحها ألا تكون إسرائيلية أكثر من إسرائيل وألا يكون رئيسها «صهيونياً أكثر من بنيامين نتياهو وأكثر من إرييل شارون ومناحم بيغن واسحق شايمر.
إنَّ هذه مسأله وأما المسأله الأخرى فهي أنه من العار أن يترك العرب ،المقتدرون وغير المقتدرين، أشقاءهم الفلسطينيين الذين يرابطون في الخط الأول وفي الخنادق المتقدمة دفاعاً عن الأمة العربية التي لم تكن مستهدفة كما هي الآن … هل يعقل أن تتخلى الأمة العربية عن هذا الشعب المكافح مع أنها تعرف أن هذا الوجود الغريب في فلسطين كان ولا يزال مشروعاً إستعمارياً يستهدف هذه الأمة ويستهدف وحدتها ومكانتها في هذا الكون الذي أصبح ميدان صراع بين الأمم المتناحرة.
إنه لا يعقل أن يصمت العرب إزاء تهديدات الإسرائيليين والأميركيين لأشقائهم الفلسطينيين بخبز وحليب أطفالهم.. ثم أليس عيباً وعاراً أن يضطر الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى تسليم مفاتيح السلطة الوطنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنه بسبب العقوبات الإسرائيلية والأميركية التي يجري التهديد بها سيصبح غير قادر على الاستمرار بعجلة الحياة في هذه السلطة.. فهل هذا جائز وهل من المعقول أن يصل الذلُّ والهوان إلى هذه الدرجة؟!

الراي 2015-01-05



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات