بطانية الصوبة

تم نشره الثلاثاء 06 كانون الثّاني / يناير 2015 02:22 صباحاً
بطانية الصوبة
سميح المعايطة

في بيوت كثيرة في المدن والقرى التي يسكنها ابناء ذات الطبقة مشهد كان وربما ما زال لصوبة الكاز التي كانت طويلة وذات لون اقرب الى الرمادي واسمها الحركي «صوبة علاء الدين»، او الصوبة الحمراء «الفوجيكا» وتحت الصوبة بأنواعها والوانها تضع سيدة البيت بطانية خضراء او ذات لون بني، وهذه الالوان حصرية لانها بطانيات كان منتسبو القوات المسلحة يتسلمونها وكانت مهمة في توفير الدفء للعائلة، واذا كانت السيدة (معدلة) فانها تقوم بخياطة قماش على جوانب البطانية لمزيد من الحماية لها، والقماش ليس أكثر من بقايا (وجه مخدة) او بنطلون او (برداية قديمة) او قميص خارج الخدمة، واحيانا يكون قماش (الفانيلات القديمة) افضل لكونه أكثر سماكة وقوة.
هذه البطانية لها مهمات عديدة فهي اولا تعطي منظرا جماليا للصوبة، كما انها تحمي السجادة الموجودة في الغرفة او تحمي (الحصيرة البلاستيكية)، لان الصوبة لها استعمالات عديدة غير صناعة الدفء، فعليها دائما ابريق الشاي او (طنجرة) لتسخين الماء، واحيانا يتم استخدام «علب سمنة الغزالين» او التي كانت تسمى شعبيا «سمنة الكنز»، ويتم عليها سلق الفاصوليا وربما طبخ المجدرة او شوربة العدس، وعند نقل العلبة او الطنجرة او الابريق قد يتسرب منه ماء او شاي..، وهذا يشكل خطرا على «الحصيرة» او السجادة، كما ان تسخين الخبز على الصوبة قد يخلف بقايا من الخبز (المقحمش) الذي يتناثر على الحصيرة او السجادة وبالتالي فان البطانية تستقبل كل هذا وتمتصه بكل «جرأة»، فالمهم هو الحصير والسجادة، اما البطانية فليس مطلوبا منها أكثر من (فترة رئاسية واحدة) هي اشهر الشتوية وبعد ذلك قد تتحول الى مكان اخر مثل وضعها تحت الباب لمنع تسرب الهواء او الماء او تقطيعها الى قطع لاستخدامات اخرى.
وخلال اشهر الشتاء يتم استغلال ايام الشمس حيث توضع البطانية في الشمس لتتخلص ولو جزئيا من الماء والشاي وكل ما لحق بها من سوائل، ويتم نفضها او (كتها) مما هو عليها من مخلفات، ورغم كل ما تتحمله هذه البطانية من (اعباء) وما تسمعه من «مديح»، لكنه مديح على قدرتها على تحمل كل مخلفات عمل الصوبة.
وعندما يكون هناك ضيف غريب فان البطانية تختفي من تحت الصوبة ليحل محلها «مشمع» زاهي الالوان او تظهر السجادة الجميلة، فالبطانية بكل بقعها من زيت وماء صلصة حمراء لا تصلح للمرحلة الجديدة التي فيها ضيوف، ويتم رميها في ركن في المطبخ الى حين مغادرة الضيوف لتعود لاستقبال بقع اضافية.
اليوم في زمن التدفئة المركزية وصوبات الكهرباء والغاز لم نعد نرى البطانيات ولم نعد نرى الحصيرة بل ان البطانيات الخضراء والبنية لم تعد موجودة، لكن البقع ما زالت موجودة في اماكن عديدة في البيت وهناك اشياء اخرى تقوم بذات مهمة البطانية الخضراء.

الراي 2015-01-06



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات