الجنرال ثلج

وأخيرا، نحمد الله ،أن الجنرال ثلج سيحمل الفرح لنا منذ ساعات الصباح ، ليغسل القلوب التي شابها الحزن ،طوال الأيام المنصرمة والشهور الماضية بفعل الأحداث التي تحيط بنا داخليا وعربيا وإقليميا .
الشعور بالثلج ، يبعدك عن الملل ، ويدخلك في الجو الأسري ، حيث تجتمع الأسرة معا بفعل الأنباء التي ترد تباعا عن الإغلاقات المرورية ومحاصرة الثلوج للخارجين للطواف في الأحياء والمناطق التي تكون قد لبست الثوب الأبيض واكتست بالثلوج ، التي لديها القدرة العجيبة على توليد الفرح وقتل الفيروسات التي داهمت الناس والأطفال خلال الفترة الماضية .
قلوبنا ترحل كل يوم نحو الفقراء الذين ، وصل بهم الحال نحو الدعاء أن يهرب المنخفض بعيدا عن الديار الأردنية حتى لا تحاصرهم الحاجة الى مفردات المشتقات النفطية ،رغم الانخفاض الذي طرأ عليها مؤخرا ،وشخصيا سمعت أحد المتقاعدين في بيت عزاء يقول: يا رب ما تثلج .
شخصيا أتمنى أن نسمع عن مبادرات شعبية وشبابية ، للتكافل مع الأسر التي تعيش في المناطق الشعبية وحيث تنتشر جيوب الفقر وحيث الأسر التي تنام على الطوى ولا تجد ما تمضي به يومها خاصة في هذه الظروف الصعبة على الجميع ،وحين يتفقد كل منا من يعرف أو من يحيط به تنمو حالة التكافل وتتكاثر بشكل فعال وحيوي لتشمل الجميع .
ولا يغيب عن الذهن المشاهد التي مرت بنا ، خلال نهايات العام 2013 حين داهمتنا العاصفة الشهيرة «اليكسا « وما خلفته من ظروف وأحوال لا تزال عالقة في ذهن الجميع من صعوبات جمة وتقصير من أطراف عدة لا مجال لذكرها هنا لكننا نتمنى أن نكون جميعا قد استفدنا من الدروس والعبر التي مرت بنا .
شخصيا دائما أتذكر أقوال «طاغور» وتحديدا قوله الشهير:» شكراً للأشواك علمتـني الكثير» وأتمنى ان تكون الصعوبات قد علمتنا الكثير مواطنين ومسوؤلين، وعلى الدرب نصل مهما عظمت التحديات، وأهلا بالزائر الابيض ففيه خير وبركه وفرح وبريق الانتظار

الدستور 2015-01-07