النسيج الاردني في احسن اوضاعه

اكدت العاصفة الثلجية الاخيرة ان النسيج الاجتماعي الاردني في احسن احواله، ادارة عليا فعالة قدمت تصورا مستقبلا، ووضعت كل جهة امام مسؤولياتها في ظل تنظيم ورقابة مستمرة، لذلك لم تتقطع اوصال الناس، واستمر تقديم الخدمات بصورة جيدة، وساهمت جميع الاطراف في القطاعين الحكومي والخاص بدورها، ايمانا بأن خدمة المجتمع مسؤولية الجميع لا منة.

مبكرا تم رسم مخطط عام للتعامل مع فصل الشتاء قاده مجلس الدفاع المدني، وساهم في اعداد تفاصيله المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص الخدمية، واجرت اختبارا وهميا قبل دخول الشتاء والثلوج وكانت النتيجة مشرفة، ومع دخول العاصفة الثلجية التي تلملم ذيولها مغادرة البلاد نجح جميع الاطراف في ادامة الحياة في كافة المحافظات والمناطق، المواطنون كانوا اكثر حيطة وتعاونا مع البيانات الرسمية.

تجربة العاصفة الاخيرة ..تجربة ناجحة تسجل للتعامل مع الاحوال الجوية الصعبة والظروف غير العادية مستقبل، فالتمرين الوهمي، والتمرين الحقيقي كشف عن المعدن الحقيقي لرجال الدفاع المدني والقوات المسلحة والبلديات وامانة عمان والصحة وشركات توزيع الكهرباء التي عملت في اطار منظومة واحدة متناغمة، ادت الى نتائج جيدة واستطاع المواطنون الحصول على الخدمات باشكالها المختلفة.

القطاع الخاص قدمت صورة جيدة وزجت شركات بألياتها الى الشوارع الرئيسية على مدار الساعة..

هذا التعاون يطرح اكثر من سؤال ويقدم اجابات مهمة، فالاستقرار والامان الحقيقي هو ما وجدناه ولمسناه خلال الايام القليلة الماضية، وان التعامل بنجاح مع الطبيعة يهدي الينا مكامن قوة النسيج الاردني في كل الظروف والملمات، وان تعاون الجار مع جاره محطة مهمة، ومؤسسات كبيرة وصغيرة ارسلت سيلا من الرسائل النصية القصيرة الى المواطنين تبدي استعداداتها لتقديم الخدمات من توصيل المحتاجين، وتقديم المدافئ مجانا لمن لايستطيع دفع ثمنها محطة اخرى في التعاون الاجتماعي، الى قائمة من الجهات التي قدمت للفقراء وغير القادرين من المواطنين، بما يخفف عنهم وطأة البرد والثلوج.

الاردن سيبقى عزيزا قويا عصى امام اي عابث، بهمة الرجال في كافة مواقعهم، وهذا مثل حى يضاف الى تاريخ الاردنيون خلال العقود والسنوات الماضية..وكل عام والاردن بخير.

(الدستور 2015-01-12)