المناورة على رأس الدبوس!

تم نشره السبت 17 كانون الثّاني / يناير 2015 01:45 صباحاً
المناورة على رأس الدبوس!
طارق مصاروة

على الفلسطينيين ان لا يراهنوا على المحاكم الدولية بكل اشكالها. فهي في احسن حالاتها تخرمش اخلاقياً ولكنها لا تمارس عدالة «المجتمع الدولي» كما نتخيلها.
الاردن قبل غيره ذهب الى محكمة العدل الدولية وهي حتى الان الاكثر تأثيراً. واخذنا قراراً بعدم شرعية الجدار الامني الذي نسميه الجدار العنصري.. لكن العرب لم يتعاملوا مع القرار في مجلس الامن, فهو السلطة التنفيذية.. لم يطالبوا المجلس بتنفيذ قرار المحكمة. وهكذا تسرّب قرار عدلي سياسي هام في رمال الصحراء العربية.. قبل ان تغيبه اسرائيل وأخواتها!!
الرئيس ابو مازن - اعانه الله - قد يطلب اجتماع مجلس الامن ليعيد مشروع القرار العربي الذي فشل في الوصول الى التسعة اصوات. بعد الاقتناع بأن بداية العام ستغيّر الصورة, لأن اعضاء جدداً دخلوا المجلس.. وهم من اصدقاء الفلسطينيين. لا يريد أحد ان يسأل لماذا الاصرار الفلسطيني على طرح المشروع للتصويت قبل نهاية العام بيوم واحد؟ لا نسأل لأننا نعرف الجواب. فالمزاج العربي السياسي منذ الرباط عام 1974 هو مزاج: ما يريده الفلسطينيون، وهو مزاج لا يصح ان يكون بديل التدخل العربي المفرط فيما لا يريده الفلسطينيون.
نحن مع حالة الحسم الفلسطيني، مع الصدام مع السفالة الاسرائيلية والرذالة الاميركية، ولاننا كذلك-ونحن نعني العرب-فان علينا ان نقول ما نعتقد انه اكثر افادة للفلسطينيين، فلم تخف السيدة الاردنية الجالسة في مجلس الامن عدم اقتناعها بهذا الاستعجال على التصويت، ولم تقتنع بتجاوز تقاليد كل مشروع قرار. بالتعديلات التي يمكن ان تكسبه اكثرية محترمة، فبريطانيا مثلا كانت لها ملاحظات على بعض الكلمات لانها متقبلة لفكرة انهاء الاحتلال، لكنها امتنعت لانها هي واخريات لم تجد فرصة التشاور، وخسرنا صوت دولة مسلمة هي نيجيريا لان احدا لم «يلتكش» بها.
كان هناك استعجال على الوصول الى رفض المشروع، وكأن الرفض كان جزءا من سيناريو فلسطيني يبدأ ويعرف الى اين ينتهي.
لا يهم فالطريق طويل لكنه خطر جدا وينبغي درس التفاصيل والاجماع ولو على الحد الادنى، وتبقى حماس التي تناور وهي تقف على رأس الدبوس، فما معنى مناكفة حكومة الحمدالله على «دفع الرواتب» والجميع يعرف ان السلطة مفلسة ماليا؟ وما معنى عقد المجلس التشريعي اذا لم يكن هناك نصاب قانوني؟ ثم لماذا المشاركة في ترتيب اتفاقية اوسلو اذا كانت حماس لا تعترف بها، لماذا الاشتراك في المجلس التشريعي وتشكيل الحكومة، وهي فروع ملزمة باوسلو ومتطلباتها الامنية؟
في الازمات الداخلية لا بأس من لعبة المناورة، لكن مع اسرائيل، لا مناورة، لان الاقدام الفلسطينية السيادية ليست على الارض.
هي مناورة لا مساحة لها، لانها تقف على رأس الدبوس.

(الرأي 2015-01-17)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات