يا مصححي «التوجيهي».. رفقاً بالعالم!

تم نشره الإثنين 19 كانون الثّاني / يناير 2015 01:52 صباحاً
يا مصححي «التوجيهي».. رفقاً بالعالم!
خالد أبو الخير

مصلحو أوراق امتحانات التوجيهي، على اختلاف أمزجتهم، اقسموا أن يؤدوا مهمتهم بمسؤولية. ولا يجب أن يغيب عن أذهان هؤلاء المصلحين ان كل ورقة تقبع أمامهم تحمل آمال وأحلام وتطلعات وجهد وتعب شاب في مقتبل العمر ومن ورائه ذووه.. وقد تكسره هذه الورقة كما قد تطيح ورقة أثقلها الثلج بغصن شجرة.
ليس مطلوباً أن يتساهل هؤلاء المصححون مع الإجابات الخاطئة، ولا أن يسهموا في إيصال طالب فاشل الى الجامعة، إنما ينبغي ان يضعوا نصب أعينهم أن كل ورقة جامدة تمثل تلميذاً من لحم ودم، وقلباً خافقاً، لا يمكن أن يكون أقدم على تقديم الامتحان، إلا بعد دراسة وجهد وسهر وعرق، لذا ينبغي أن يترفقوا بالأوراق، وأن يعيدوا النظر في الاجابات مرات ومرات، بحثا عن النقاط الايجابية التي يمكن ان تسند لصالح الطالب، وليس التركيز على السلبيات فحسب.
وغني عن القول إن المواد كبيرة، وإن أتت الاسئلة من وحدات وأماكن معينة فيها، فشل الطالب في الاجابة عنها، او أخفق في كامل الإجابة، فهذا لا يعني قطعاً، أن الطالب لا يعرف المادة ولم يدرسها؛ لذا.. رفقاً بهذا الطالب الذي قد يكون أجاب في شطر من الاجابة بشكل صحيح ولم يحالفه الحظ في اكمالها.
وعلى المصحح ان يبدأ التصحيح وهو بكامل طاقه الذهنية، عارفاً أن عمله يماثل عمل جراح القلب الذي لا مجال للخطأ في عمله.
والطالب كما هو معروف في أدبيات التربية هو محور العملية التعليمية، وهو الغد الذي نتطلع اليه بأن يكون مشرقاً، وليس مقبولا أن نضع العصي في دواليبه.
ذات مرة غصت قاعة المحاضرات في أثينا القديمة بالناس بانتظار محاضرة «صاحب الجمهورية» الفيسلوف أفلاطون، ورغم ان الوقت أخذ بالنفاد إلا أن افلاطون رفض أن يبدأ محاضرته التي حضرها علية القوم ومريدوه، الى أن آتى تلميذه ارسطو، عندها قال افلاطون: «الآن نبدأ.. فقد جاء العالم».
أيها المصححون، رفقاً بالعالم!

(السبيل 2015-01-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات