من يحكم فرنسا

تم نشره الإثنين 19 كانون الثّاني / يناير 2015 02:00 صباحاً
من يحكم فرنسا
د.موفق محادين

ما هو سر تخبط السياسات الفرنسية عمومًا وإزاء الشرق خصوصًا، منذ إطاحة حكم الجنرال ديغول وعدم بلورة زعامات ديغولية تاريخية.
وما هو سر العداء الفرنسي لقضايا العالم الثالث كلما نجح الاشتراكيون ووصلوا إلى قصر الأليزيه.
هل تتعلق المسافة بما يقال عن فقدان أوروبا لاستقلالها السياسي لمصلحة الضغوطات الأمريكية وسفاراتها في عواصم القارة العجوز، أم أن هناك اعتبارات وقوى ودوائر خفية وما هي هذه الاعتبارات والدوائر.
بالتدقيق في تاريخ الماسونية ونفوذ اليهود فيها وخاصة داخل محفل الشرق الأعظم، نكتشف أن النفوذ الماسوني داخل النخب السياسية والثقافية والإعلامية الفرنسية أكبر وأخطر وأوسع مما هو شائع في العقل العربي الذي تعود على الربط بين الإدارات الأمريكية والتيارات الماسونية واليهودية العالمية، بل إن ما يعرف بالاشتراكية الدولية وأحزابها الرئيسية في فرنسا وتل أبيب، هي الحالة الماسونية في غالبيتها الساحقة.
ولو أجرينا مقارنة بين دور فرنسا وسياساتها في الشرق العربي قبل وخلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، وبين هذا الدور خلال الحقب الثلاث الأخيرة (شيراك، ساركوزي وهولاند) لوجدنا أن القاسم المشترك بين رجال فرنسا وحلفائها العرب هو الماسونية، وتحديدًا محفل الشرق الأعظم، فضباط فرنسا وقناصلها في بيروت ودمشق وأنقرة خلال الحرب الأولى كانوا من الماسون الكبار، ومثلهم قادة زعماء المؤتمر العربي في باريس 1913 سواء كانوا علمانيين أو اشتراكيين أو إسلاميين مثل الشيخ عبد الحميد الزهراوي، بل إن الأمير عبد القادر الجزائري الذي كان يقيم في دمشق بعد نفيه من الجزائر كان من كبار الماسونية وليس بلا معنى أن عددًا لا بأس به من أصدقاء فرنسا السوريين واللبنانيين والتوانسة الحاليين هم من الماسون أيضًا.
ولا يقتصرون على تيار معين، بل يشملون العلمانيين والإسلاميين، كما يشملون المثقفين والسياسيين على حد سواء.

(العرب اليوم 2015-01-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات