حرية تقف عند الهولوكوست

تم نشره الثلاثاء 20 كانون الثّاني / يناير 2015 01:58 صباحاً
حرية تقف عند الهولوكوست
محمد محيسن

إذا كانت حرية الرأي والتعبير التي أطلقتها الثورة الفرنسية تبدأ عندما تنتهي حرية الآخرين، فإن الأوروبيين تعاملوا مع هذه الحرية وفق مصلحتهم السياسية والاقتصادية وقدسية «الهولوكوست»، والأخطر من ذلك وفق مصلحة بعض من أراد ان يسود التطرف وربما الفوضى.
في الحقيقة ليس من المنطق في شيء أن يفتخر الأوروبيون بالحرية وهم مكبلون بقيود المصالح الاستعمارية، والكثير من المعتقدات العنصرية، بل بتاريخ من القتل والتطرف يفوق كثيرًا حدود التصور.
وإذا كان الله قد من على الأوروبيين بحرية التعبير وحرية التفكير، إلا أن قدرتهم على تطبيق هذا الاعتقاد تتوقف عندما يُحاصَر المسلمون، وتُشوَّه عقيدتهم ورموزهم وتاريخهم وتراثهم؛ كونهم الأضعف، والأقل قدرة على الرد.
تزعم النظرية الأوروبية أن الحرية مقدسة، إلا أن هذه القدسية تختفي عندما يهاجم شبان فتاة اختارت الحجاب سلوكًا أخلاقيا لها. وتنعدم تماما عندما يجرؤ احد الكتاب او المفكرين على الغوص في تهويل العددي للهولوكوست، او حتى في البحث عن مجازر اليهود بحق الشعب الفلسطيني، او الغوص في التاريخ الأوروبي الدموي.
وتنهار قيم الحرية عندما ينتقد مسلم او عربي الصمت الأوروبي على ما جرى ويجري في دول افريقيا، او في بعض مناطق آسيا، وفي بورما من مجازر بحق المسلمين، وبدعم غربي واضح.
وتصبح الحرية مطلقة ومباحة عندما يتعلق الأمر بإهانة العرب والدين الإسلامي، والمعتقدات والشرائع السماوية، وتتحول الحرية الى فضيلة عندما تصل الى حرمات المسلمين وأعراضهم.
الحرية الأوروبية المزعومة تغيب في مثل هذه الأحداث تماما، فمن يجرؤ على إهانة حاخام يهودي او ذكر المحرقة بسوء يحاكم وتوجه له تهم معاداة السامية.
المشكلة في قضية الحرية الأوروبية ليس في تطبيقها على المجتمع الغربي هناك، ولكن في فهمنا نحن العرب لمدى استغلال تلك الشعارات لمصلحتهم.
ويمكن فهم هذا الانفعال الغربي على ما يسمى بالحرية من خلال ما يردده القادة الغربيون ليل نهار لتبرير تدخلاتهم الدموية في العالم الاسلامي التي تقول «اننا نحاربهم في بلدانهم حتى لا يأتوا الينا»؛ مما يعني ارتكاب المجازر في حق الأبرياء دون اي سند قانوني او أخلاقي تحت عنوان مكافحة الارهاب.
فهل ننتظر موجة دموية جديدة هذه المرة بحجة مكافحة الارهاب والقضاء على التطرف، او اعادة لسيناريو 11/سبتمبر الدموي.

(السبيل 2015-01-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات