«روبوتات كويتية»!
سبقتني دهشتي حين صافحني هذا الخبر المبهر الذي نشرته اخيرا احدى الصحف المحلية تحت عنوان «إنسان آلي عربي بين ركاب طائرة إماراتية متجهة إلى الرياض».. ومفاده ان هذا الروبوت المتطور صنعته الجامعة الاماراتية وهو لشخصية ابن سينا، حيث ادهش هذا الروبوت، ركاب الدرجة الاولى لقيامه بإنهاء اجراءات سفره وقدرته على الجلوس والتجول في صالة الركاب والتحدث معهم.
* * *
نتمنى على جامعة الكويت، وتحديدا القائمين على علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، البدء بمشروع مماثل لروبوت ابن سينا، بخطة زمنية مدتها قرن من الآن، حتى يتمكن احفاد احفادنا في القرن الثاني والعشرين من التحدث الى انسان آلي كويتي عاش ما بين القرنين العشرين والواحد والعشرين.. ولأنني مسكونة بهموم المبدعين الحاليين، نتمنى على قسم اللغة العربية، المبادرة واخذ السبق بإنجاز هذا المشروع التاريخي التراثي، ونقترح عليهم، على سبيل المثال لا الحصر، شخصية الاديب د. سليمان الشطي، والشاعر د. خليفة الوقيان، والروائي د. وليد الرجيب، والباحث في التراث د. عادل العبدالمغني - كبداية للمبدعين - وبالتالي ستلتقي الاجيال القادمة بعد قرن مع هذه الروبوتات، التي ستتحدث بثقة مع الاحفاد عن العصر الذهبي المتوج بالحرية والديموقراطية، وحرية الرأي والفكر والتعبير، واحترام الرأي والرأي الآخر، وستركز على الرعاية الكاملة والاهتمام المميز بالادباء والمبدعين والمؤلفين والباحثين، من ق.بلْ مؤسسات الدولة الثقافية التي لم تقصر يوما باحتضانهم وتدليلهم.. وستخبر الاجيال القادمة، كيف ان هذه المؤسسات تقوم بطباعة ونشر وتوزيع وترجمة اعمالهم الابداعية بصورة مستمرة وتقوم بتكريمهم ومنح الجوائز والمكافآت السنوية لهم. وكيف ان الدولة تعهدتهم بالمنح الدراسية، ومنح التفرغ الابداعي، كما وفرت لهم العيش الكريم حتى لا تشغلهم جزئيات الحياة ولقمة العيش، عن مجال الابداع والتأليف، كما ضمنت لهم الحرية الشخصية والفكرية والاحترام والتقدير، اضافة الى تشريع قوانين لضمان حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية في حالات المرض والشيخوخة والوفاة والاعالة.
وستختم هذه النخبة من الروبوتات حديثها المشوق مع احفاد احفادنا، بلزمة جميلة رددناها ولا نزال نرددها:
«هذي الكويت وصَل على النبي».