تعرفة الكهرباء - معركة خاسرة

تم نشره الإثنين 26 كانون الثّاني / يناير 2015 02:08 صباحاً
تعرفة الكهرباء - معركة خاسرة
د. فهد الفانك

من هو الغالب ومن هو المغلوب في الخلاف بين الحكومة والنواب حول رفع أو عدم رفع أسعار الكهرباء؟ يجيب البعض: لا غالب ولا مغلوب ، فقد تم الالتقاء عند منتصف الطريق.
الحقيقة أن الجانبين خرجا من المعركة مهزومين: الحكومة فشلت في تنفيذ قرارها برفع التعرفة بنسبة 15% وتقبلت الهزيمة بصدر رحب ، لكن البرلمان بدوره أراد أن يلغي قرار رفع التعرفة فلم ينجح وتقبل الهزيمة أيضاً.
تم التوصل إلى الحل الوسط بتنازل كل طرف عن قناعاته وما كان يرى فيه المصلحة العامة. ويمكن وضع الحل تحت باب تجنب العلاج الحاسم واللجوء إلى التأجيل والترحيل.
لم ترتفع المديونية خلال السنوات الأربع الاخيرة إلا بمقدار خسائر دعم الكهرباء البالغة 6ر5 مليار دينار ، أي أن دعم الكهرباء هو المسؤول عن ارتفاع المديونية ، فبأي حق يدافع نواب عن سبب المديونية ويسمحون بتفاقمها؟.
وإذا كانت الحكومة تعتقد أن قرارها برفع سعر الكهرباء يُسهم في تخفيض عجز الموازنة وتقليل الحاجة للاقتراض فكيف تتنازل عن هذه الأهداف الأساسية؟.
ليس صحيحاً أن رفع سعر الكهرباء على الصناعة يؤدي إلى رفع الأسعار على المستهلك ، ليس فقط لأن حصة الكهرباء لا تزيد عن 2% من كلفة الصناعة ، بل أيضاً لأن أسعار المنتجات الصناعية تتقرر في السوق على ضوء العرض والطلب ، وهي في حالة انخفاض بسبب المنافسة من المستوردات ، وقد تم رفع التعرفة في العام الماضي فانخفض معدل التضخم. وعندما انخفضت أسعار المحروقات إلى النصف لم تخفـّض الصناعات والفنادق والمستشفيات أسعارها.
أمام الحكومة فرصة ثانية لتحقيق نفـس الهدف الذي يتطلبه الإصلاح الاقتصادي ، وهو عدم تخفيض سعر البنزين هذا الشهر ، وتحويل الفرق لإطفاء خسائر الكهرباء والماء.
رب عائلة من الطبقة الوسطى وفر خلال الشهر الماضي 60 ديناراً في البنزين على سيارتين و240 ديناراً على السولار أي ما مجموعه 300 دينار ، فماذا يضيره لو دفع من هذا الوفر 16 ديناراً على فاتورة الكهرباء؟.
فاتورة الشهر بالتسعيرة الجديدة وصلت فقام صاحبنا بتسديدها فوراً ، وهو يرفض استلام ردية بنصف الفرق أي ثمانية دنانير تعادل أقل من 3% من الوفر الذي تحقق في البنزين والسولار.

(الرأي 2015-01-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات