حتى الأسد لا يريد موسكو!

تم نشره الإثنين 02nd شباط / فبراير 2015 01:47 صباحاً
حتى الأسد لا يريد موسكو!
منار الرشواني

عشية انعقاد جلسات "حوارات موسكو"، انصب الاهتمام على من سيحضر من نظام بشار الأسد والمعارضة السورية في الداخل والخارج، وعلى أي مستوى. الآن، وبعد اختتام هذه الجلسات، يمكن القول إن جميع الأطراف غابت فعلياً، بما في ذلك الحاضرون أنفسهم، نظاماً ومعارضة، وأهم من ذلك، وبما يمثل السبب الأساس للغياب السابق، هو غياب الراعي الروسي ذاته.
روسيا التي عجزت عن تحقيق أبسط مطالب "بناء الثقة"، ولو بإطلاق سراح بضعة معتقلين سياسيين محسوبين على معارضة الداخل "الوطنية" بتعريف موسكو ذاتها، ذهبت خطوة إضافية في التأكيد على اضمحلال دورها وتأثيرها في سورية، عندما ضمّنت ما سمتها "مبادئ موسكو" التي أُعلنت عقب اختتام الحوارات العبثية، النص على "عدم قبول أي وجود مسلح أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة حكومتها"، والتي هي هنا حكومة الأسد، وبالتالي شرعنة الوجود الإيراني، وضمنه حزب الله والمليشيات الشيعية الطائفية الأخرى العراقية والأفغانية، ولربما هندية، لمواصلة ارتكابها جرائم حرب بحق السوريين، إنما ميزتها الوحيدة أنها لا تفضح جرائمها كما "داعش"، وقبل ذلك هي ليست "سُنّية".
بالنتيجة، فقد أعلنت هيئة التنسيق الوطنية المفترض قربها من موسكو، على لسان الناطق باسمها منذر خدام أن "الهيئة ستفكر مليا قبل الموافقة على المشاركة بأي اجتماع آخر بإطار موسكو 2"، بالنظر إلى غياب "أي إنجازات تذكر على الأرض، خاصة لجهة إعطاء ضمانات أو تنفيذ خطوات من قبل النظام تدل عن حسن نية؛ كالتعاطي بإيجابية مع موضوع المعتقلين".
طبعاً، قد يقال إن روسيا لا تحتاج إلى قبول من المعارضة السورية، في الداخل خصوصاً، طالما أن لديها النظام، والذي سيُقال أيضاً إنه يحقق "انتصارات". لكن من قال إن نظام الأسد يريد موسكو أصلاً في حال حقق النصر الذي وعد بشار الأسد بأن يكون ناجزاً في 31/12/2014 الماضي، بحد أقصى؟
اليوم، تبدو تصريحات بشار الأسد واضحة في الرغبة في التحالف مع المعسكر الغربي، وبما ينسجم مع توجه إيران التي تُبقي نظام الأسد حياً. والحقيقة أن هذه هي الرغبة منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية، إن لم يكن قبلها، عندما كان التحذير ينطلق من الأسد ونظامه ومؤيديهما -بمن فيهم قوميون ويساريون "معادون للإمبريالية الأميركية"- من البديل الإسلامي المتطرف الذي يهدد الغرب! أي هو تحذير لم يكن يعني، وما يزال، إلا شديد الحرص على الغرب "الإمبريالي" فقط، وليس سورية أبداً، طالما أن مطلب هؤلاء هو تأييد الغرب، صراحة أو ضمناً، للمجازر بحق السوريين حتى عندما كانت ثورتهم سلمية خالصة!
والحقيقة أن إدراك روسيا لهذه الحقيقة هو ما يجعلها تقدم التنازل تلو التنازل لنظام الأسد، لزعم صلتها وتأثيرها في الأحداث السورية، فيما الواقع خلاف ذلك، اللهم إلا مواصلة المشاركة في تدمير سورية وتقتيل أهلها وتهجيرهم. وهو ما يذكر بالدور الروسي في أوكرانيا التي خسرتها موسكو لأجل حاكم فاسد أيضاً، فلم يبق في جعبة روسيا إلا إدامة حالة الموت والدمار في ذاك البلد أيضا.

(الغد 2015-02-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات