براءة اختراع تاريخية

تم نشره الثلاثاء 03rd شباط / فبراير 2015 01:39 صباحاً
براءة اختراع تاريخية
خيري منصور

لا نعرف ذلك العبقري ما إذا كان من أصول أنجلوساكسونية أو عربية أو علقمية أو من بلاد الغال، فهو يستحق براءة اختراع تاريخية لأنه قرأ تاريخ البشرية منذ الكهف وتوقف طويلا عند الألفية ما قبل الاخيرة وادرك ان كل محاولات تدمير الاسلام كدين من خارجه أدت الى تماسكه وفق نظرية التحدي والاستجابة التي بنى عليها ارنولد توينبي مشروعه كمؤرخ لهذا لا بد من محاولة اخرى هي تدميره من داخله، وهذا ما سماه الامريكي جيري روبن قضم الكائن الحي بدءا من الأحشاء، فما يحدث الآن من اعادة انتاج للإسلام وتشويه كل مرجعياته قد ينجح فيما أخفقت فيه حملات عسكرية ومؤسسات استشراقية وامبراطوريات .
تدمير أية فكرة من الداخل هو الوصفة النموذجية التي قدّمها الاستشراق العسكري في مرحلة ما بعد الحداثة لمن فازوا بالمناقصة السياسية وتعهدوا تقديم الإسلام في صورة دموية وشائهة، فحين يسيء غير المسلم للإسلام تكون هناك مبررات لتفسير ذلك، تماما كما أن الإساءة لأية عقيدة من خارجها تبدو قابلة للاستيعاب تبعا لما مرّ في التاريخ من نزاعات ايديولوجية، ومحاولة بعض الأطراف احتكار الحقيقة، وتكفير الآخر ! لكن عندما يتولى هذه الإساءة للدين افراد لهم اسماء منها :محمد وأحمد وابراهيم واسماعيل وعبد الرحمن الى آخر الأبجدية فإن المسألة تصبح جديرة بالتأمل، لأن هؤلاء ينوبون عمّن يتصورون انهم خصومهم في الاجهاز على الدين بحيث يقول الاخرون ان اهل مكة ادرى بشعابها وان من يشوّه صورة ابيه ويمارس تأويلات غير منطقية على الاطلاق لشخصيته لا يمكن لأحد ان يزايد عليه ويكون كاثوليكيا اكثر من البابا كما يقال !
إن ما يحدث الآن هو ببساطة نهش للإسلام ولكل نصوصه من الأحشاء وقتل متعمد يقترفه الحفيد لأنه يعيد قتل الموتى، ولو كان الإسلام كما يحاول المتأسلمون تقديمه بعد نزع دسمه الأخلاقي لما عاش كل تلك القرون، ولما تمدد نحو أقصى الاصقاع عابرا الحدود والوثنيات والأعراق!
هذه المرة تأخذ الحرب على الإسلام شكلا آخر، فالسوس الذي ينخر حتى الصولجان هو من صُلبه، واذا لم يسارع المسلمون الأجدر بوراثة اسلافهم الى التبرؤ ممن اغرقوا المصاحف والمحاريب بالدم فإن ختامها لن يكون مسكا على الإطلاق !

(الدستور 2015-02-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات