مكتوب على الجدران (2)!
كثيرا ما كنا كطلاب نشعر بالملل من كثرة التعليمات السقيمة التي لا ينفذها إلا الطلاب الضعاف، لا ضعاف المستوى التحصيلي، وانما ضعاف الواسطة، فابنة المعلمة وابنة المديرة، وابنة مدير الشرطة، وابنة المحافظ، ورئيس الحي، وصاحب المصنع.. هؤلاء بناتهن لا ينفذن التعليمات أبدا ويلبسن ما طاب لهن، ويخالفن كل شيء بسلطة آبائهن؟!
كنا نشعر بالملل، فنقوم بكتابة عدة عبارات تعبر عما يجول في خواطرنا نحن المعذبون في أقاصي غرفة الصف، والمهملون في أواخر المقاعد الموجودة، والمحطمة أحيانا، كنا نرسم بعضنا ونسخر من أصحاب الطبقة العليا، ولعلنا نسخر من المتسلطين من معلمينا.. الذين يظنون ان المدرسة ملكا لهم ولأبنائهم فقط.
كانوا يستغربون من شقاوة الطلاب الضعاف وشطارتهم، وعلى الرغم من ذلك كان القمع موجودا، ولا أنسى يوما عندما قمنا بكتابة عبارة بالقرب من زر الطوارئ المخصص لحالة الحرائق كانت: اضغط هنا.. وتختفي المديرة والمعلمات!
يا ليتنا الان نمتلك زر طوارئ لنكبس عليه قبل اشتعال الحريق، لننقذ الوطن من أيدي الفساد والمفسدين، نضغط عليه بكل ما أوتينا من قوة ليختفي الفاسد.. والحكومة.. ومجلس النواب.. لكننا سنواجه مشكلة واحدة فقط هي من سيتبرع بكبس الزر؟! أخشى أن يقوم الفاسد بكبس الزر لنختفي نحن.. ويتحول الوطن ملكا لهم!
(السبيل 2015-02-04)
