لا تسامح مع أعداء الإنسانية

تم نشره الخميس 05 شباط / فبراير 2015 01:57 صباحاً
لا تسامح مع أعداء الإنسانية
عماد عبد الرحمن

ما ارتكبته ايدي الغدر والظلم امس بحق الشهيد البطل الطيار المقاتل معاذ صافي الكساسبة، جريمة تعبّر بدون ادنى شك عن طبيعة تنظيم «داعش» الدموية، الذي يسعى وراء ارهاب الناس ودب الرعب في قلوبهم، هذا التنظيم الذي لا يمكن تصنيفه الا كونه تنظيما وحشيا وهمجيا ،يلجا لأشد الاساليب «الشيطانية» التي لا ينتهجها حتى مَنْ لا دين له ، والاستفادة من مآسي الشعوب التي عانت طوال عقود بسبب بعضٍ من انظمتها القمعية الدموية.
نحن اليوم نجد انفسنا امام وحشية استعراضية غوغائية لم نعهدها حتى في اقدم العصور، لذلك لا نجد انفسنا مضطرين للتسامح مع اعداء الانسانية والدين السمح، الذين لجأوا الى أكثر الاساليب دموية ، ويسعون ليل نهار وراء التمدد والتوسع شرقا وغربا، رافضين اساسيات وقواعد الحرب والاسر، مبررين لاعداء الامة وخصومها وسائلهم الهمجية التي ترتكب ليل نهار في فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها الكثير الكثير.
لم يكن الاسلام يوما دين قتل وذبح بدم بارد، لقد انتشر الاسلام بالاقناع والقدوة الحسنة، لا السيئة، حتى اسرى الحروب من المشركين خيّروا بين الاسلام او تعليم بناء المسلمين القراءة والكتابة، حتى عندما فتح العرب المسلمون بلاد الشام في القرن السابع، دخلوها دون قتال، وعقدوا الاتفاق مع اهلها من العرب والمسيحيين بعد ان اضطهدهم البيزنطيون، ولم يسبق ان تم ترهيب الناس بهذا الطريقة الوحشية، الا في هذا الزمن بتنفيذ من جماعات قدمت من الشرق والغرب متعشطة للدماء ،لا يعرف من اين قدمت ولماذا؟وما هي اهدافها؟ ولمصلحة من تعمل؟.
لقد وضع هؤلاء الاسلام في أزمة، فمشكلة الاسلام هي في بعض من المسلمين الذين رسموا صورة متعطشة للدماء امام العالم، نتيجة تعصبهم وتزمتهم ورفضهم للاخر، وما حدث بالامس دليل قاطع على حكمة خيارنا بمحاربة هذه التنظيمات منذ البداية، ولا ننسى ما ارتكبته أيدي الغدر في تفجيرات عمان بحق ابرياء قدموا للاحتفال بزواج عروسين، احتكموا الى شرع الله وسنة نبيه.
ما حدث بتاريخ 3 شباط 2015، ويوم 9 تشرين الثاني ،يوم الاربعاء الاسود 2005، وغيرها الكثير من محاولات الترهيب الفاشلة، دليل قاطع على استهداف متعمد ومقصود لامن واستقرار ابناء هذا البلد، لذلك سيكون الاردنيون اليوم كما كانوا في السابق اشداء في مقاومة الفكر المتزمت والمتطرف، واساليب الشيطنة التي تنتهجها ميليشيات الهيمنة والقهر، لارهاب الناس، ولن تكون دماء بطلنا الشهيد معاذ، الا سببا لمزيد من التوحد ونصرة الحق، وقهر الظلم والبطش والهمجية، ولن نتسامح مع هؤلاء، ولن نرضخ للتهديد، او الترهيب، فهم غرباء عن ملتنا وديننا وتاريخنا وحضارتنا.

(الرأي 2015-02-05)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات