باص سريع قطاع عام

تم نشره السبت 07 شباط / فبراير 2015 02:00 صباحاً
باص سريع قطاع عام
د. فهد الفانك

في الأخبار أن الحكومة وافقت بسخائها المعروف على كفالة قرض كبير لأمانة عمان الكبرى لتمويل مشروع الباص سريع التردد.
إذا قام المشروع فسوف يدار كجزء من القطاع العام، وبالتالي فهو محكوم بالفشل والخسارة مثل كل المشاريع الصناعية والتجارية وإنتاج الكهرباء والماء، مما تضطلع به الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر وتتخلى عن دورها كمراقب ومنظم. وهناك تجربة مرة في حالة شركة الباصات المتكاملة.
إذا كان هذا المشروع مجدياً من النواحي الاقتصادية والمالية، وقادراً على توليد سيولة تكفي لتسديد أقساط وفوائد القرض الكبير، فلماذا لا ُيعرض على القطاع الخاص الذي يسعى للربح، فهو الأقدر على تقديم خدمة أفضل بكلفة أقل.
مشروع الباص السريع كانت له ولادة متعثرة، وستكون هذه المحاولة الثانية لتأسيس شركة باصات قطاع عام فشلت في الصمود وأصبحت عالة على الاقتصاد الوطني والمالية العامة.
لا تقف كلفة المشروع عند ثمن الباصات وقطع غيارها، بل تمتد إلى إعادة بناء الشوارع الخاصة بهذه الباصات، مما يتطلب إقامة جسور معلقة فوق كل دوار أو تقاطع طرق، مما يشوه صورة عمان ويجعلها واحدة من أقبح العواصم، وهذا آخر ما تريده الأمانة وتسعى إليه.
كان من المفهوم أن يقوم مثل هذا المشروع قبل خمسين عاماً عندما كانت مخططات الشوارع تحت الإنشاء، ولم تكن كل عائلة تملك سيارة أو اكثر. أما الآن فالمشروع يتطلب إعادة النظر في شبكة الطرق وتغييرها جذرياً مما يعتبر إعادة تنظيم المدينة الذي يستغرق سنوات من تعطيل حركة السير في عمان، وستحتاج معه الأمانة لقروض أخرى تكفلها الحكومة.
الجزء الصغير الذي تم إعداده على طريق الجامعة الأردنية لمرور الباص السريع أحدث أزمة مرورية خانقة، فكيف يكون الحال في شوارع أخرى أقل اتساعاً من شارع الجامعة.
الحكومة والامانة ليستا مؤهلتين لإدارة شركة نقل، فإما أن يضطلع القطاع الخاص بالمشروع أو أن يتوقف التفكير فيه.
مشروع الباض السريع أحد المشاريع الكبرى التي لم تكسب سمعة إيجابية وعلى أي حال فالمشروع ليس أولوية، وتنفيذه يعني إغراق الحكومة والأمانة بالمديونية، وأن تعيش عمان سنوات طويلة في ظل الإغلاق والتحويلات، وليس من المؤكد أن المواطنين سوف يتخلون عن سياراتهم ليستعملوا الباص السريع.

(الرأي 2015-02-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات