مكتب الإرشاد العالمي يوصي بحل أزمة "إخوان الأردن" داخليا
أكدت مصادر "إخوانية" أن اللقاء، الذي جمع بين عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وممثلين عن مكتب الإرشاد العالمي في اسطنبول قبل أيام، جاء بطلب من مكتب الإرشاد، للاستيضاح حول "طبيعة الأزمة"، التي تمر بها الجماعة، فيما تقدم مكتب تنفيذي "الإخوان"، بطلب رسمي، للقاء رئيس الوزراء عبد الله النسور الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر ، إن كلا من القياديين عبد الحميد القضاة وحمزة منصور، هما من طلب مكتب الارشاد لقاءهما، وأن وجود بعض من قيادات "الإخوان" في اسطنبول، جاء بالتزامن، لحضور مؤتمر إسلامي يتعلق بإطلاق مبادرة برلمانية إسلامية، وحضره كل من منصور وعزام الهنيدي وسالم الفلاحات، مبينة أن المحامي عبد المجيد الذنيبات، صاحب طلب تصويب أوضاع الجماعة للحكومة، والمراقب العام الأسبق لها، لم يكن متواجدا هناك - وفقا للغد - .
ونفت المصادر، أن يكون اللقاء قد طلبته قيادات الإخوان في الأردن، للضغط على الإخوان "عبر" مكتب الإرشاد لقبول الذهاب إلى "إجراءات" تصويب وضع الجماعة.
وفي ذات السياق، نقلت المصادر عن أحد القيادات، ممن حضروا اللقاء لـ"الغد"، أن مكتب الإرشاد، أوصى "بإيجاد حل توافقي" للأزمة وفقا للقوانين الأردنية، وضمن إطار مؤسسة الجماعة، والتأكيد على عدم "تدخله" في الأزمة، مع العلم بأن المكتب قد عبر عن "رفضه" لطلب التصويب، الذي تقدم به الذنيبات مع بداية الأزمة قبل أسابيع.
أثناء ذلك، عبر القيادي في الإخوان سالم الفلاحات عن استيائه من ربط زيارته لاسطنبول، بلقاء جمعه مع القيادي القضاة، بأنه جاء من أجل دعم "موقف الذنيبات".
وفيما نفى الفلاحات ذلك، واعتبره عاريا عن الصحة، قال لـ"الغد" إن الوضع، الذي تمر به الجماعة "لا يستهان به"، وأن هناك مساعي مستمرة لاحتواء الأزمة، رغم عدم استجابة قيادة الجماعة للمذكرة، التي رفعتها مجموعة من القيادات مؤخرا، ضمن فريق الحكماء.
وقال الفلاحات معلقا: "تولي المسؤولية في الجماعة، في هذا الظرف، ليس مكسبا، وهناك رسائل كثيرة، ندركها بضرورة المحافظة على الوضع القائم في الأردن رسميا وشعبيا".
ورأى الفلاحات أن المساعي التي تسير بها بعض القيادات، هي مساع تنطلق من التزامها الأخلاقي والتنظيمي، قائلا "إن ما نقوم به ليس تطوعا ولا ترفا".
وفيما يتعلق بتوجه الجماعة لتقديم طلب التصويب، عبر مؤسسة الجماعة، والقفز عن طلب الذنيبات، علق الفلاحات: "لا أرى أن هناك ما يمنع، سوى أن الخطوة تحتاج إلى جرأة، وموقفا حاسما من الجماعة لأن الظروف متبدلة".
وبحسب الأعراف الداخلية لمكتب الإرشاد، فإن المكتب لا يصدر عادة توصيات "برفض" قرارات مجالس شورى الإخوان، رغم تباين وجهات النظر للآن، في مدى "شرعية" قرار الشورى، الذي صدر في 14 شباط "فبراير" المنصرم، والقاضي بفصل كل من يثبت بحقه، التقدم بطلب لتصويب الجماعة دون إذنها، أو عقد لقاءات مع جهات رسمية حول ذلك.
ويعتبر الذنيبات العضو الوحيد عن الأردن، في مكتب الإرشاد العالمي (مظلة تنسيقية عليا للإخوان)، حيث اعتبر الذنيبات أن مكتب الإرشاد هو صاحب الحق بإجراءات فصله من الإخوان، رغم ما يطالب به من فصل جماعة الأردن عن "ارتباطها" بمصر، بحسب تصريحات سابقة له.
إلى ذلك، أكدت مصادر في قيادة الجماعة، أنها طلبت رسميا لقاء رئيس الحكومة عبد الله النسور الأسبوع الماضي، ممثلة بالمكتب التنفيذي والمراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد، للتباحث بشأن ما آلت إليه الأوضاع المتعلقة بالجماعة.
وحاولت "الغد" الحصول على تعليق رسمي من أطراف حكومية، بشأن الرد على الطلب، دون أن يتسنى ذلك.