القواسم المشتركة للفوضى الهدامة

من بين المصطلحات التي وجدت طريقا سريعا في الأدب السياسي المعاصر، مصطلح (خريطة الطريق) التي لم تقد أبدا الى الديمقراطية او حقن الدماء والتسويات التاريخية، بقدر ما صارت طريقة للخراب والفوضى الهدامة في الحالة العربية، ومن ذلك:
1.(الدولة الفاشلة) ولا أسرع من الوصايا الواردة في كتاب (اعترافات قاتل اقتصادي) الذي يحول الدول عن الاقتصاد المركزي الى اقتصاد قائم على التبعية والديون ومن ثم الابتزاز والاحتقانات.
2.فلسفة الازاحة المشتقة من علم النفس، فالصراع الطبقي يصبح صراعا طائفيا وجهويا. والعدو الرئيسي (الامبريالي) يصبح تناقضا ثانويا بل وحليفا، والتناقضات الثانوية تصبح تناقضات اساسية سواء في الداخل او على مستوى الاقليم.
وأخطر ما في ذلك استبدال الهُويات الجامعة القومية والوطنية بالهُويات الفرعية سواء كانت طائفية او جهوية
3.خلط الاولويات والتناقضات وتحويل التشوش والبلبة الى سلاح فعال للتأثير في الجمهور، الغاضب
4.تحويل الاختلاف او الصراعات المشروعة الى اشكال من الكراهية والحقد الذي يصل حد الجريمة.
5.ضرب الدوافع وصمامات الامان الرئيسيـــة للدولـــــة، وتحتـــــل الجيـــــــوش في العالم الثالث أهمية خاصة بالنظر إلى هشاشة المجتمع المدني وعدم نضوجه وتبلوره وقابليته للعودة الى المجاميع الطائفية والجهوية..
وهو ما يفسر اصرار كل قوى الاستعمار والخراب والهدم على تحطيم الجيوش او انشقاقاتها مقدمة اما لاستبدالها بمليشيات طائفية وجهوية او بالتدخل العسكري الأجنبي المباشر.
ويحفل التاريخ العربي الحديث والمعاصر بالعديد من الأمثلة: حل الجيش المصري 1882 على يد الاستعمار البريطاني، وحل الجيش السوري 1920 على يد الاستعمار الفرنسي، وحل الجيش العراقي 2003 على يد الاستعمار الامريكي وحل الجيش الليبي بعد عدوان الناتو ثم المطالبة بحل الجيش السوري.
ومثل ذلك قرارات الحظر الجوي التي بدأت في العراق (القرار رقم 670 عام 1990) الى قرارات الحظر الجوي بعد العدوان عليه، الى قرارات الناتو بشان ليبيا ثم سورية.
6.توظيف او محاولة بعض (الاقليات) المذهبية او القومية لتفكيك الوحدة الوطنية بدلا من دمجها في المطالبات المدنية الديمقراطية.
7.الاخطر في كل ذلك تفكيك وحدة الدولة نفسها وتحويلها الى فدراليات طائفية وجهوية واعداد دستور مسبق لها، ويلاحظ هنا أن نوح فيلدمان (يهودي امريكي متخصص في الدساتير والقوانين) هو الذي وضع دستور العراقي الطائفي بعد العدوان عليه ثم دستور ليبيا (الجهوي) والمسودة التي لم تر النور للدستور السوري.
وحسب الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، كان مكلفا بتقديم مشروع دستور مماثل للرئيس الاخواني المعزول، محمد مرسي.
8.ولم يعد خافيا ان مجموعة محددة من (مهندسي) الفوضى الصهاينة هم الذين يديرون كل ذلك من رايس الى برنارد لويس ونيغروبونتي وروبرت ردفورد الى جون ماكين وبرنارليفي، وشبكة تحالفاتهم من البرتقاليين الليبراليين وجماعات الاسلام الامريكي.

(العرب اليوم 2015-03-04)