هذه هي حقيقة الحرب

تم نشره الأحد 29 آذار / مارس 2015 02:49 صباحاً
هذه هي حقيقة الحرب
فهد الخيطان

بعد "عاصفة الحزم" صار للمواجهة في المنطقة عنوان واحد لايمكن لمساحيق السياسة أن تخفيه. إنها مواجهة سنية شيعية، قطباها السعودية وإيران. الاصطفافات على الطرفين والانحيازات أعطتها هذا المعنى الصريح.
على نحو تلقائي، وقفت الدول السنية إلى جانب السعودية، من تركيا إلى المغرب، ومعها حركات الإسلام السياسي السنية، التي أعلنت تأييدها للتحرك السعودي والخليجي ضد الحوثيين في اليمن، باستثناء حركة حماس التي تبدو اليوم ممزقة بين كونها حركة مقاومة عادت لتغازل طهران من جديد، ووصفها جماعة سنية، فتحت خطوط الاتصال مع الرياض في الآونة الأخيرة.
على الجانب الآخر، وكما كان متوقعا، اصطف النظام السوري، والحكومة العراقية، وحزب الله، وجماعات الإسلام السياسي الشيعية ووسائل إعلامها خلف إيران والحوثيين.
السوريون والعراقيون والبحرينيون، وغيرهم من شعوب المنطقة انقسموا على أساس طائفي في موقفهم من التدخل العسكري الخليجي في اليمن.
العالم الغربي؛ أميركا وأوروبا اتخذ موقفا براغماتيا من الصراع في المنطقة، يؤيد دول الخليج في تحركها العسكري باليمن، ويفاوض إيران للوصول إلى اتفاق حول برنامجها النووي.
خيار التدخل العسكري في اليمن يلقى تأييدا واسعا في الشارع العربي. شعبية السعودية ارتفعت بشكل كبير لدى سنة المنطقة، وطلبات التدخل بدأت تنهال عليها بعد "عاصفة الحزم". المعارضة السورية تدعوها إلى تدخل مماثل في سورية. سنة لبنان يأملون بموقف سعودي أكثر جسارة لحسم مسألة الفراغ الرئاسي، وسنة العراق يتجهون في أنظارهم نحو الرياض.
إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وهى ترى السعودية تسحب المبادرة منها في اليمن، وربما في ساحات أخرى. سترد لكن كيف ومتى، هذا يعتمد على مجرى المفاوضات مع الغرب، التي تمر في لحظات حاسمة.
تركيا فوجئت بالتحرك السعودي، وأغلب الظن أنها غير مرتاحة له، فالعجز العربي كان مفتاح أردوغان لقلوب ملايين السنة العرب. لكن أنقرة لم تجد بدا من تأييد السعودية، وتقديم عرض بالمساعدة، استهله أردوغان بهجوم إعلامي غير معهود على إيران.
ثمة أطراف أخرى في المنطقة مسرورة من المنحى الذي اتخذته المواجهة في المنطقة؛ "داعش"، و"القاعدة"، وجبهة النصرة، وسواها من التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية وليبيا ومصر. التدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، وتأزم العلاقة السنية الشيعية، يخدم أجندة الجماعات الإرهابية، وخطابها ضد المكونات الشيعية، مثلما يخدم سياسات الحشد الشعبي "الشيعي" في العراق، والجماعات "الشيعية" المقاتلة إلى جانب النظام في سورية.
يصعب اليوم القول إن الحرب على الإرهاب هي أولوية الدول العربية. لم نعد نسمع هذه "النغمة" في عديد العواصم العربية. والحق فإن دولا خليجية مهدت منذ أسابيع لهذا التحول في الأولويات، عندما أعلن مسؤولوها في أكثر من مناسبة بأن الأولوية هي للتصدي للمد الإيراني في المنطقة، وليس محاربة "داعش"، ووجدوا أصواتا في أميركا تؤيد هكذا توجه.
بهذا المعنى، الحرب ضد "داعش" تعود إلى المربع الأول بوصفها حربا أميركية. وحدها المقاتلات الأميركية هي التي تقصف معاقل "داعش" في سورية والعراق، بينما تنشغل جيوش عربية في مواجهة أخرى ليس لها سوى عنوان واحد.
الأرجح أن دولا مثل الأردن يقلقها هذا المسار.

(الغد 2015-03-29)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات