مواطنون للمدينة نيوز : الجيبة مخزوقة .. والقلوب محروقة !!

المدينة نيوز – خاص - زمن الخزاعلة - الراتب ما بكفي عبارة دائماً نسمعها في المجالس بين الموظفين في العمل والبيت.. ولم تعد حكراَ على من لديه بيت وعائلة، بل تعدى الأمر إلى الشباب الذين ما زالوا في أول مشوارهم وشق طريقهم إلى الحياة..
ومن منا لم يسمع كلمات فيروز التي تقول" الحالة تعبانه يا ليلى خطبه مافيش.. انت غنية يا ليلى ونحنا الدراويش"..
اليوم كانت لنا جولة ميدانية، التقينا خلالها عدداً من المواطنين، سألناهم وبالعامية: قديش بجيبتك مصاري؟، فتعالوا نقرأ:
احمد راشد المزاهرة، موظف أمن وحماية في مستشفى، تفاجأ بسؤالنا وقال:" الراتب من أول أسبوع من الشهر بكون طاير، ومحسوبك ما في جيبته غير عشر ليرات أو أقل بشوية.
أما مهند الخالدي، موظف في القطاع الخاص، متزوج وأب لثلاث أبناء، فقد حلف أغلظ الأيمان بأن راتبه لا يكفي لسداد قسط البنك، وأجرة البيت وقال: أنا بشتعل ومرتي بتشتغل، يعني بنوخذ راتبين ومع هيك ما بكفينا إلى أخر الشهر، وبعدين المجاملات وتبادل الزيارات والهدايا صارت بتهد الحيل.
حسن الجندي، يعمل في محطة بنزين لديه ثلاث أبناء وراتبه 150 دينار:" بجيبتي 10 قروش، وبيني وبينكم ناوي أخذ سلفة وادعوا انهم يوافقوا يعطوني، اولادي بستنوا في أجيبلهم اغراض، وأنا هالحالة كل شهر.
حسن حسني ابو مشرف، يعمل في محل بيع قطع سيارات لديه أربعة أبناء، ما أن سألناه "قديش معك مصاري"، حتى وضع يده علي جيبه يشير إلى جيبه وقال: 15 ليرة واحنا بعدنا بنص الشهر وطبعاً ما راح تكفي مواصلات، أما مصروف البيت خلوها على الله.
الشاب علاء الدين سطوة، وهو طالب جامعي وغير متزوج، قال: انا بشتغل مع ابوي في المكتبة وبصراحة ما في جيبتي الا شوية فراطة بطلعن نص ليرة.
أما عكاشة اللحام، أكمل مرحلة الثانوية ويعمل في مكتبة العثمانية، يقول: معي خمس ليرات، وأنا بشتغل لاساعد حالي بالدراسة.
الحاج سعدي يبلغ من العمر 70 عام يعمل "خطاط" منذ أكثر منذ نصف قرن لديه أربعة أولاد، يقول: كل اللي بصفالي اخر الشهر ما بزيدو عن اربعين ليرة الحال واقفة والحياة صعبة.
جهاد ابو صالح 44 سنة يعمل صيدلاني، ويبدو انه لديه قناعات تختلف عن الكثيرين حيث اخبرنا انه يرفض ميدأ الاستدانة ويعمل على تكييف نفسه مع دخله حتى لو كان لا يكفيه، ويقول: اصلاً الناس كلها صارت الرواتب ما بتكفيها وقبل ما ينتهي الشهر بكون الراتب طار، انا عندي مبدأ ممنوع الدين حتى لو ما كفاني راتبي مدبر حالنا بالستيرة.
محمود احمد مكان، طالب في جامعة عمان الأهلية يدرس محاسبة ويعمل في محل تصفية أوروبية يقول لو تحبطيني بالحيط ما برن، يعني محسوبك مش حامل ولا قرش، واصلاً ما بجي نص الشهر حتى بنصير على حدا يدينا عشرة عشرين ليرة.
محمد الجعفراوي 24 سنة، يقول: معي 70 ليرة وهذا انجاز انهن صمدن معي لنص الشهر، وادا احتجت بميل على صاحبي.
عبد السلام الخلايلة 45 سنة يعمل في محل أحذية يقول: " ما بجي نص الشهر الا وبصير ادور على دينة، نفسي يجي شهر واقدر اوفر ليرة وحدة، وين بتروح المصاري مش عارف، الحياة صعبة ومش عارف احسبها وعلى كل حال الله بعين.
احمد..... 28 سنة اصر ان لا يفصح كم يحمل في جيبته حاولنا معه فأصر وقال: خليها مستورة، حاسس حالي ختيرت وبعدني ما تجوزت اصلاً كل اللي بوخدهن 350 ليرة وما بكفن مصروفي لحالي، شكله رح اظل عزابي.
وختمنا مع أم عبد العزيز التي كانت تبحث عن صادفناها في محل بيع ملابس شو بدكم قديش معي شايفيني بمحل بشتري ملابس شتوية لانه سعرها هالايام رخيصة والمحلات عاملة تنزيلات عليها وكل سنة بتعمد انزل بأخر موسم الشتاء او الصيف واشتري لاولادي على شان اوفر قد ما اقدر.
لكي نكون منصفين يبدو أن الأغلبية يعيشون "عالبساطة"، أو كما تغني صباح "ع البساطة البساطة ويا عيني ع البساطة، تغديني جبنة وزيتونة وتعشيني بطاطا.."