العالم عندما تحكمه النساء

من الآن، أصبحت هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت استطلاعات الرأي في أميركا، أنها ستفوز بنسبة 86 % في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي نسبة قياسية مرتفعة، تجعل لها حظوظا في الفوز.
أول من التقط هذه الاشارة طبعا، اليهود، فبدأوا بالتوجيه المباشر للرئيسة المقبلة، واستحضار مواقفها السابقة، ونشر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت مقابلة جرت بين الملياردير اليهودي الامريكي حاييم سبان الذي يعتبر من أصدقاء هيلاري كيلنتون، حيث تطرقت لخطابها في منتدى سبأ السنوي في ديسمبر 2012 حيال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني حيث ألقت خطابا مؤيدا لإسرائيل.
وحملت هيلاري كيلنتون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مسؤولية انهيار المفاوضات مع اسرائيل في منتجع كامبد ديفيد قائلة: "عرفات قال: "لا" ولا يعني عرفات كم شخصا سيرممون التاريخ، فالحقيقة ان ياسر عرفات قال لا".
وعند سؤالها عن حملتها الانتخابية الداخلية عام 2008: "ماذا ستفعلين ان هاجمت ايران اسرائيل بسلاح ذري؟".
ردت هيلاري قائلة: "سأمحو ايران عن وجه الارض".
بعد اعادة قراءة هذه التصريحات استحضرت ما كان يقوله الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش، حول هيلاري، الذي كان يختصرها ولم يجد ما ينعتها به إلا "صاحبة المؤخرة الكبيرة".
وقد أثار كتاب لمات لاتمبر، معد خطابات بوش، الكثير من الضجة في الولايات المتحدة الاميركية، لتضمنه بعض التصريحات التي تفوه بها بوش، حيث قال في احدى المرات وقبل الانتخابات الاميركية الاخيرة "انتظروا حتى تجلس بمؤخرتها الكبيرة على هذا المكتب" حيث كان بوش يعتقد، مثل كثيرين غيره، أن هيلاري كلينتون ستكون رئيسة الولايات المتحدة الاميركية.
في الوقت نفسه، برّر زوج "أم المؤخرة الكبيرة" الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون، في سلسلة مقابلات سرية مع الكاتب والمؤرخ الاميركي تيلور برانش، علاقته الحميمة مع المتدربة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي، بخضوعه لضغوط شخصية وسياسية. وقال ان الاضطرابات التي تعرض لها، خلال تلك الفترة، من جراء الضغوط النفسانية القوية الناجمة عن وفاة والدته، وخسارة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية في عام 1994، بالاضافة الى تحقيقات "وايت ووتر" أهلته للدخول في علاقة حميمة مع مونيكا.
وحسب جداول البيت الابيض الزمنية التي تم الكشف عنها، فإن هيلاري كانت موجودة في البيت الابيض سبع مرات، بينما كان زوجها يخوض غمار لقاءات جنسية مع مونيكا.
لنتذكر، انه بالجنس وحده ردت الجهات المتضررة من تسريبات موقع ويكيليكس الالكتروني عندما فضح الممارسات الاميركية في العراق وافغانستان، واتهمت مؤسس الموقع جوليان أسانج بالاغتصاب والتعدي الجنسي. واستجاب القضاء السويدي لطلب من النيابة العامة لتوقيف أسانج في اطار تحقيق بشأن مزاعم تتهمة بـ "الاغتصاب والتعدي الجنسي،
هيلاري يومها كانت وزيرة للخارجية الاميركية ردت على تسريبات ويكيليكس بأن سياسة الولايات المتحدة الخارجية لا تقرر تبعا للبرقيات، بل تقرر في واشنطن.
ولمن لا يعلم فإن السيدة هيلاري كلينتون كانت في عهد نيكسون في السبعينيات عضو لجنة الدفاع في فضيحة ووترغيت، عدا عن السيدة الأولى في البيت الأبيض، وعضو مجلس الشيوخ، ووزيرة الخارجية، والآن تستعد كي تخلف باراك اوباما لقيادة امريكا والعالم.
(العرب اليوم 2015-04-15)